كتب - محمد طه:
تسير سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مزيد من الجدل الذي يضع تساؤلات عدة حول كفاءتها، سواء على الصعيد الداخلي أو في السياسة الخارجية. وتُتهم إدارته باتخاذ قرارات متسرعة دون دراسة كافية لتبعاتها، وأحدثها تعليقه على رفض مصر والأردن تهجير الفلسطينيين من غزة، حين أكد أن الدولتين "عليهما فعل ذلك" بحجة الدعم الأمريكي المقدم لهما، في تجاهل واضح لاعتبارات السيادة والمواقف التاريخية لكلا البلدين، اللذين انضما إلى سلسلة أخرى من الدول التي لم ينفك ترامب أن يلوّح بالقوة في مواجهة ممانعتها أو رفضها سياساته الماسة بسيادة الدول، مستخدمًا الاقتصاد كورقة ضغط على حلفاء الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: أول رد من ترامب على رفض مصر والأردن تهجير الفلسطينيين
يستعرض الكاتب الأمريكي من أصول كندية ديفيد بروكس في صحيفة "نيويورك تايمز" طبيعة النهج الذي تتبعه إدارة ترامب، والذي يصفه بأنه "غباء سياسي". إذ يرى أن هذه الإدارة تتسم باتخاذ قرارات دون إدراك للعواقب، ما يؤدي إلى نتائج كارثية غالبًا ما تدفع ترامب إلى التراجع عنها.
ولشرح ما أصبحت عليه الإدارة الأمريكية، يقول بروكس إنه لا يشكك في ذكاء أفراد إدارة ترامب، بل يعتقد أن الذكاء لا يحول دون اتخاذ قرارات "غبية". ويستند إلى المؤرخ الإيطالي كارلو سيبولا، حين قال إن الغباء لا يعتمد على مستوى الذكاء بل يظهر في التصرفات التي تؤدي إلى نتائج كارثية دون إدراك للعواقب.
يرى بروكس أن الإدارة الأمريكية ارتكبت مجموعة من الأخطاء التي تدلل على هذا الغباء خلال أسبوع واحد، وكان من بينها تهديدها بفرض رسوم جمركية جديدة على كندا والمكسيك، الأمر الذي كان من شأنه زيادة التضخم داخل الولايات المتحدة، بالإضافة إلى محاولة إجراء تطهير واسع في القطاع الحكومي دون دراسة آثار ذلك على كفاءة العمل الحكومي.
