بحسبة بسيطة لا يتجاوز إعداد تكلفة كيلو المعمول النباتي 30 ألف ليرة بين طحين وسمن وسكر وغاز، لكن حالياً يتجاوز سعره الـ 60 ألف ليرة، أي بأرباح تصل إلى 200% بينما المعمول الحيواني تتجاوز أرباحه اليوم الـ 300%. ورغم انخفاض أسعار المواد الداخلة في إنتاج الحلويات أكثر من 40% عما كانت عليه قبل سقوط النظام، كما يؤكد سمير الحسن لـ"العربي الجديد"، وهو صاحب محل حلويات في منطقة شعبية في دمشق، لكن "إلى اليوم لا تستطيع أن تجد كيلو معمول أو أي نوع آخر بأقل من 60 ألف ليرة سورية أي إن أسعار الحلويات لم تنخفض بشكل يتناسب مع انخفاض تكاليف الإنتاج فلماذا لم تشهد الأسواق انخفاضاً في أسعار الحلويات وإلى متى ستبقى وزارة التجارة نائمة بعيداً عن الأسواق لماذا لا تتراجع عن القرار بعدم التسعير وتعود للجم جشع التجار بإلزامهم بالأسعار بناء على بيان التكلفة".
وتوقع المواطن أحمد العبد الله أن تكون أسعار الحلويات أرخص هذا العيد فقد قرر مفاجأة زوجته بشراء كميات للضيافة الجاهزة في هذا العيد بدلاً من تكبيدها عناء إعدادها في المنزل في يوم الوقفة، بعد أن اعتادوا على ذلك لسنوات بسبب ارتفاع أسعار الحلويات.
ويقول العبد الله لم يطرأ أي تغيير على أسعار الحلويات، فأسعارها لا تزال مستعصية على الشراء على الرغم من انخفاض سعر الطحين والسكر والسمنة لأكثر من النصف، متسائلاً أين دوريات التموين في هذه الأيام التي يكثر فيها الغش ورفع الأسعار. وتقول المواطنة أميمة الطويل وهي خارجة من إحدى محلات الحلويات المعروفة في دمشق، وعلى وجهها علامات التجهم، ليس من المعقول كمية الجشع التي يكتنزها بائعو الحلويات، إلى متى ستبقى الحلويات "شم ولا تذوق"، يشتريها الراغب بالقطعة. متمنية وجود حلويات تركية في الأسواق فربما سيكون رادعاً منافساً يجبر التجار على تخفيض أسعارهم كما حدث في المنتجات الغذائية الأخرى التي أصبحت في متناول الجميع.
وفي جولة لـ"العربي الجديد" رصدت أسعار الحلويات وحركة الشراء فيها حيث راوح سعر كيلو المعمول النباتي ما بين 75 و250 ألف ليرة بحسب الجودة ونوع السمن المستعمل، في حين راوحت أسعار كيلو المعمول بالسمن الحيواني ما بين 200 و450 ألف ليرة بحسب نوع الفستق والسمن المستعمل، وسعر أقل كيلو برازق نباتي 70,000 ليرة سورية، وكيلو الغريبة بـ 50,000 ليرة.
وأكد رئيس جمعية الحلويات السابق محمد الإمام لـ"العربي الجديد" انخفاض الأسعار ما بين 20 إلى 25% فقط وليس 50% كما روّج البعض، على الرغم من انخفاض أسعار تكلفة إنتاجها أكثر من ذلك، وعزا السبب إلى غلاء أسعار الغاز، فقد كان صاحب محل الحلويات يشتري أسطوانة الغاز بـ 220 ألف ليرة سورية، أما اليوم فلا يقل سعرها عن 270 ألف ليرة سورية، إضافة إلى ارتفاع نسبة الضريبة على الربح إلى 10% فقد كان يدفع ضريبة 40 مليون ليرة، أما اليوم فقد أصبحت 60 مليون ليرة وهناك من تصل ضريبته إلى 150 مليون ليرة.
ويتابع القول إن نظام الضريبة الموضوع غير عادل وأقل ضريبة تتجاوز الـ40 مليون ليرة واعتبر الإمام هذه الأيام العشرة القليلة فرصة بالنسبة لبائع الحلويات، فطوال أيام السنة يجلس بدون أي عمل أو بيع وعلى الرغم من الارتفاع الفاحش في الأسعار تتجاوز نسبة الإقبال على شراء الحلويات الفاخرة الـ 70%، في حين لا تتعدى 30% على الحلويات الشعبية فالإقبال هذا العام أكثر بكثير من السنوات السابقة قبل سقوط النظام حيث تجاوز الإقبال 75% على حد قول الإمام. ونوه الإمام إلى ضرورة عمل دوريات التموين في مراقبة الأسواق حالياً، ولا سيما أنه موسم للغش لدى عموم البائعين فهناك أنواع كثيرة للغش في الحلويات من خلال وضع عجوة أو فستق غير جيد أو خلط نوعين من السمن النباتي والحيواني.
وأكد رئيس جمعية الحلويات الحالي بسام قلعجي لـ"العربي الجديد" عدم وجود تسعيرة واضحة للحلويات هذا العام فكل بائع يبيع وفق هواه، خاصة بعد إلغاء التسعير من قبل وزارة التجارة الداخلية واعتماد اقتصاد السوق الحر. وبين قلعجي أن أصحاب المحلات الذين قاموا بتخفيض أسعارهم لاقوا إقبالاً على شراء حلوياتهم، وأما من بقي سعره مرتفعاً فلم يشهد إقبالاً على الشراء. وحدد قلعجي نسبة الإقبال على شراء الحلويات هذا العيد بـ 50%، في حين كانت 30% قبل سقوط النظام ويعزو قلعجي عدم تخفيض أسعار الحلويات على الرغم من انخفاض سعر تكلفتها إلى أجور العمال، فأقل عامل لا يقبل اليوم بمليون و200 ألف شهرياً عدا عن أسعار الغاز المرتفعة. وكشف قلعجي عن وجود سبعة إلى ثمانية محلات أسعارها فلكية على حد قوله، فهي ماركات مخصصة للطبقة الثرية وتنتج منتجاً فريداً.
