يلتقي الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان المسؤولين اللبنانيين غداً الأربعاء في بيروت لبحث آخر التطورات في لبنان والمنطقة، وذلك في جولة استباقية للزيارة المرتقبة للرئيس اللبناني جوزاف عون إلى باريس نهاية شهر مارس/آذار الجاري. وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ "لودريان يصل مساء اليوم الثلاثاء إلى بيروت، على أن يلتقي يوم غد الأربعاء الرؤساء جوزاف عون، ونواف سلام ونبيه بري، ووزيري الخارجية يوسف رجّي والاقتصاد عامر البساط".
ويقول مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"العربي الجديد"، إنّ "لودريان سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين آخر المستجدات على الصعيدين السياسي والأمني، ولا سيما ترتيبات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والأحداث الأخيرة التي سُجِّلت يوم السبت عقب إطلاق الصواريخ من لبنان نحو إسرائيل، وما تبعه من تصعيد كبير من شأنه أن يهدد الاتفاق".
ويشير المصدر إلى أنّ "الموفد الرئاسي الفرنسي سيؤكد ضرورة التزام لبنان القرارات الدولية وفي مقدّمها القرار 1701، كما حرْص فرنسا على أهمية تثبيت الأمن والاستقرار، ودعم المؤسسة العسكرية في لبنان لتعزيز انتشار عناصرها وتطبيقها القرارات الدولية وتعاونها مع اليونيفيل، وبذلها كل الجهود الممكنة كذلك لمنع استئناف التوترات بين لبنان وإسرائيل، وسيتم التطرق أيضاً إلى عمل لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية، والخروقات التي تسجّل وضرورة استكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية".
وتابع المصدر: "كذلك ترتكز اللقاءات على بحث ترتيبات الزيارة المرتقبة للرئيس اللبناني جوزاف عون إلى باريس في نهاية الشهر الجاري، والمساعدات التي ستُحشَد للبنان، في إطار المؤتمر الذي تحضّر له فرنسا، مع التذكير بالشروط الأساسية لدعم إعادة الإعمار، على رأسها شفافية التوزيع، وهو ما تحدّث عنه الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارته الأولى إلى بيروت، في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، عقب انتخاب عون رئيساً للبلاد"، مضيفاً: "وسيتم التطرق أيضاً إلى ملفات أخرى منها مالية وطريقة التعاطي مع الاستحقاقات الأساسية ولا سيما في ظلّ الإصلاحات المطلوبة دولياً من الحكومة الجديدة".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن خلال زيارته بيروت في يناير الماضي أنّ بلاده ستنظم مؤتمراً دولياً لحشد الجهود والتمويل لإعادة بناء لبنان، مشدداً على أن فرنسا وأوروبا والمنطقة ستكون إلى جانب لبنان لتستنفر كل أصدقائه.
وعدّد ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عون في قصر بعبدا الجمهوري الأطر السياسية المطلوبة والضرورية من الحكومة المقبلة لإعادة البناء، منها طريقة توزيع المساعدات بشكل تكون فيه الإدارة نزيهة ورشيدة وتخضع للمساءلة، إلى جانب الإصلاحات التي ينتظرها المجتمع الدولي والمطلوبة من لبنان سواء إصلاح العدالة أو القطاع المصرفي والطاقة ومكافحة الفساد.
وشدد ماكرون حينها على أن "الانسحاب الإسرائيلي يجب أن يستمرّ وأن يكون كاملاً، وأن يكون السلاح في لبنان بيد الجيش اللبناني، ولهذا السبب سنستمرّ بدعمه وتقويته وتعزيز التدريب والتكوين مع ضرورة استمرار التجنيد لانتشاره في الجنوب، فالجيش أساس لسيادة لبنان وهو طرف فاعل لا بدّ منه لضمان احترام وقف إطلاق النار".
