خلال دوراته التسع الماضية، تناول "مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية"، الذي يُنظّمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، 15 موضوعاً مختلفاً اشتبكت مع قضايا البلاد العربية الراهنة وإشكالياتها، بمشاركة عشرات من الباحثين العرب، وصدر نحوُ 13 كتاباً تضمّنت أوراقاً مختارة من دورات مختلفة، بينما مُنحت "الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية"، التي يُعلن عنها المركز في ختام المؤتمر، لقرابة خمسين باحثاً عربياً.
التنمية، الهوية واللغة
نُظّم المؤتمر الأوّل في مارس/ آذار 2012، وتمحور حول موضوعين أُقيم لكلّ منهما مؤتمر خاصّ تحت سقف المؤتمر السنوي: الأوّل بعنوان "من النموّ المُعاق إلى التنمية المستدامة: أيُّ سياسات اقتصادية واجتماعية للأقطار العربية؟"، والثاني بعنوان "الهوية واللغة في الوطن العربي".
وصدرت أعمال المؤتمر في محور "النموّ الاقتصادي والتنمية المستدامة في الدول العربية" في كتاب من ثلاثة أجزاء، حملت عناوين فرعية؛ هي: "الأبعاد الاقتصادية" و"الأبعاد السياسية والاجتماعية" و"سياسات التنمية وفرص العمل: دراسات قُطرية".
وعادت "الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية لتشجيع البحث العلمي" في هذا المحور، في "فئة الباحثين"، إلى المصري حسنين توفيق علي عن بحثه "الأبعاد السياسية لأزمة التنمية الإنسانية في الوطن العربي" والأردني عمر الرزاز عن بحثه "من الريع إلى الإنتاج: الطريق الصعب نحو عقد اجتماعي عربي جديد"، وفي "فئة الباحثين الشباب" إلى المصري عبد العزيز جوهر عن بحثه "تحدّيات البطالة في مصر: البعد الجغرافي والتكامل الأفقي لسياسات التنمية" والموريتاني عبدوتي ولد عال عن بحثه "سياسات التنمية في وتأثيرها على فرص العمل".
أمّا أعمال المؤتمر في محور "اللغة والهوية في الوطن العربي"، فصدرت في كتاب من جزأين: "إشكاليات التعليم والترجمة والمصطلح في بيئة متغيّرة" و"إشكاليات تاريخية وثقافية وسياسية".
وعادت الجائزة في هذا المحور، في "فئة الباحثين"، إلى المغربية نادية العمري عن بحثها "الهوية ولغة التعليم في البلدان العربية" والمصري أحمد حسين حسن عن بحثه "لغة التعليم وتأثيرها في الهوية العربية: دراسة ميدانية على عيّنة من الطلّاب المصريّين في ظلّ أنظمة تعليمية متباينة"، وفي فئة "الباحثين الشباب" إلى المغربي امحمد جبرون عن بحثه "انشقاق الهوية: جدل الهوية ولغة التعليم بالمغرب الأقصى من منظور تاريخي" والتونسي أنور الجمعاوي عن بحثه "تعريب المصطلحات التقني: قراءة نقدية في المنجز المعجمي العربي المعاصر".
الاندماج الاجتماعي والعدالة عربياً
أُقيم المؤتمر الثاني في مارس/ آذار 2013، وتناول موضوعَين؛ هُما: "جدلية الاندماج الاجتماعي وبناء الدولة والأمّة في الوطن العربي" و"ما العدالة في الوطن العربي اليوم؟". وقد صدرت أوراق منتقاة من أعمال المؤتمر في الموضوع الأوّل ضمن كتاب بالعنوان نفسه، وأوراق منتقاة من أعمال المؤتمر في الموضوع الثاني بعنوان "ما العدالة؟ معالجات في السياق العربي".
وفي هذه الدورة، قرّرت لجنة "الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية لتشجيع البحث العلمي" حجب الجائزة في الموضوعَين وفئتَي الباحثين والباحثين الشباب، بسبب "عدم توافر المعايير والشروط التي تلتزمها الجائزة في الأبحاث المشاركة"، لكنّها أوصت بنشر بعض الأبحاث المشاركة "لأنها تفي بغرض النشر".
أطوار انتقالية
أُقيمت الدورة الثالثة من "المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية" في مارس/ آذار 2014، حول موضوعَي "أطوار التاريخ الانتقالية، مآل الثورات العربية" و"السياسات التنموية وتحدّيات الثورة في الأقطار العربية"، وقد صدرت أوراق منتقاة من الموضوعين في كتابَين بالعنوانَين نفسيهما.
في هذه الدورة، جرى استحداث "جائزة النشر في الدوريات" المخصَّصة للأبحاث المنشورة في الدوريات المحكّمة باللغة العربية واللغات الأجنبية (الإنكليزية، والفرنسية، والإسبانية، والألمانية)، كما أُلغيت فئات المتنافسِين ("الباحثين" والباحثين الشباب) واستحداث درجة ثالثة للجائزة (جائزة أُولى، وجائزة ثانية، وجائزة ثالثة).
وعادت الجائزة الأُولى، في موضوع "أطوار التاريخ الانتقالية"، للسوداني حسن الحاج علي عن بحثه "مراحل انتقال الثورات العربية: مدخل مؤسّسي للتفسير"، والثانية للمصرية نجلاء مرعي عن بحثها "المصيدة الانتقالية ومالاتها على الثورات العربية: الثورة المصرية نموذجًا، والثالثة للمغربي خالد العسري عن بحثه "المراحل الانتقالية في دول الربيع العربي: رحلة نحو غد مبهم".
وفي موضوع " السياسات التنموية"، حُجبت الجائزتان الأُولى والثانية وعادت الثالثة إلى العراقي دارم البصام عن بحثه "سياسات التنمية البديلة في بلدان الثورات العربية".
أمّا "جائزة النشر في الدوريات"، فعادت المرتبة الأُولى، في فرع الدراسات المنشورة باللغات الأجنبية، إلى أسماء ملكاوي من الأردن، والثانية إلى عمر العبيدلي من البحرين، والثالثة إلى العنود الشارخ من الكويت، وحُجبت الجائزتان الأُولى والثالثة في فرع الدراسات المنشورة باللغة العربية، بينما عادت الجائزة الثانية إلى فؤاد المغازي من مصر.
أدوار المثقّفين
عُقدت الدورة الرابعة في مدينة مرّاكش المغربية في مارس/ آذار 2015 حول موضوعَي: "أدوار المثقّفين في التحوّلات التاريخية" و"الجامعات والبحث العلمي في الوطن العربي". وككلّ دورة، صدرت أوراقٌ منتقاة من الموضوعَين ضمن كتابَين: "دور المثقّف في التحوّلات التاريخية" و"الجامعات والبحث العلمي في الوطن العربي".
أمّا "الجائزة العربية لتشجيع البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية"، في الموضوع الأوّل، فحُجبت مرتبتها الأُولى في فئة الأبحاث المنشورة، وعادت الثانية إلى علي الصالح مولى من تونس والثالثة إلى إبراهيم القادري بوتشيش من المغرب، والثالثة مكرّر إلى حسن طارق من المغرب. وفي الموضوع الثاني، عادت المرتبة الأُولى إلى نضال المصري ومحمد الأغا من فلسطين، والثانية إلى محمد فاوبار من المغرب، والثالثة إلى مهدي دقو من سورية، والثالثة مكرّر إلى علام حمدان من فلسطين.
وحُجبت المرتبتان الأُولى والثالثة من جائزة الأبحاث المنشورة في الدوريات باللغة العربية، بينما عادت الثانية إلى سعيد الصديقي من المغرب. وفي فرع الأبحاث المنشورة في الدوريات بلغات أجنبية، فعادت بالترتيب إلى كلّ من: حارث الدباغ من العراق، ومصطفى مكاوي من مصر، وزينب البرنوصي من المغرب.
أسئلة الحرّية والتمدين
أُقيم المؤتمر السنوي الخامس في الدوحة في مارس/ آذار 2016، حول موضوعَي "سؤال الحرية في الفكر العربي المعاصر" و"المدينة العربية: تحدّيات التمدين في مجتمعات متحوّلة"، وصدر كتابٌ تضمّن أوراقاً منتقاة من الموضوع الأوّل بعنوان "الحرّية في الفكر العربي المعاصر".
أمّا "الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية"، فحُجبت مرتبتُها الأُولى في الموضوع الأوّل، بينما عادت الثانية إلى كلّ من المنجي السرباجي وسهيل الحبيب من تونس والثالثة إلى سامر عكاش من سورية. وفي الموضوع الثاني، عادت الجائزة الأُولى إلى معاوية سعيدوني من الجزائر والثانية إلى إدريس مقبول من المغرب، فيما حُجبت الجائزة الثالثة.
وبينما حُجبت الجوائز الثلاث في فئة الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية باللغة غير العربية، عادت الجائزة الأُولى، في فئة الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية باللغة العربية، إلى رشيد سعدي من المغرب، والثانية إلى خليف غرايبة من الأردن، والثالثة إلى ماجدة صواب من المغرب.
سؤال الأخلاق والشباب العربي
"سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية" و"الشباب العربي: الهجرة والمستقبل" شكّلا موضوعَي المؤتمر السادس في الدوحة في مارس/ آذار 2017، والذي صدر عنه كتابٌ تضمّن أوراقاً منتقاة من الموضوع الأوّل حمل العنوان نفسه.
وعادت "الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية"، في فئة الأبحاث المنشورة ضمن الموضوع الأوّل، إلى كلّ من عائشة التايب من تونس وزهير سوكاح من المغرب ومحمد علي علي من مصر، بينما حُجبت الأُولى في الموضوع الثاني، وعادت الثانية إلى كلّ من حمادي ذويب من تونس والثانية مكرّر إلى عبد القادر ملوك من المغرب، والثالثة إلى مولاي أحمد جعفر من موريتانيا.
وحُجبت الجائزة الأُولى في فئة الأبحاث المنشورة في الدوريات باللغة العربية، وعادت الثانية إلى عزام محمد أمين من فرنسا والثالثة لبن أحمد حوكا من المغرب، في حين حُجبت الجوائز الثلاث في فئة الأبحاث المنشورة في الدوريات بلغات أجنبية.
وابتداءً من هذه الدورة، أعلن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عن انعقاد "مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية" مرةً كلّ سنتين بعد أن كان ينعقد سنوياً، وذلك بهدف "إتاحة وقت ملائم لإعداد بحوث نقدية ذات قيمة بحثية نوعية ومعالجات بحثية جديدة حول موضوعاته".
إشكاليات منهجية
طرح المؤتمر السابع، الذي أُقيم في مارس/ آذار 2019 في الدوحة، "إشكالية مناهج البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية"، بمشاركة 72 باحثاً ينتمون إلى مؤسّسات علمية وبحثية مختلفة.
وبينما حُجبت المرتبة الأُولى في "الجائزة العربية لتشجيع البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية" ضمن فئة الأبحاث غير المنشورة عادت الثانية لكلّ من سيد أحمد قوجيلي وبنعيسى زغبوش والثالثة لكل من حسن احجيح وإيمان المخينيني، كما حُجبت المرتبة الأولى في فرع الدراسات المنشورة في الدوريات المحكمة باللغة العربية، وعادت الثانية لكل من محمد فاوبار ومحمد حمشي والثالثة لحاتم عبيد ومحمد خاين، كما حُجبت الجائزة عن الأبحاث المنشورة في الدوريات المحكمة باللغات الأجنبية.
الدولة والأمّة.. والثقافة السياسية
أُقيمت الدورة الثامنة من "مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية" في الدوحة في مارس آذار 2021، بمشاركة 34 باحثاً قدّموا بحوثاً حول موضوع "الدولة العربية المعاصرة: التصوّر، النشأة، الأزمة". وفي هذه الدورة، قرّرت لجنة "الجائزة العربية لتشجيع البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية" حجب جميع الجوائز.
أمّا الدورة التاسعة، فأُقيمت بالدوحة في مارس/ آذار 2023، حول موضوع "مفهوم "الثقافة السياسية" والثقافات السياسية في العالم العربي"، بمشاركة 27 ورقة بحثية. وفاز في هذه الدورة من " الجائزة العربية لتشجيع البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية" كلٌّ من المصري أحمد أبو العلا عن بحثه "الثقافة السياسية لدى الشباب النوبيّين في مصر: الحراك النوبي نحو قضية العودة نموذجاً"، والمغربي سعيد الحاجي عن بحثه "التوافق في ثقافة النخبة السياسية المغربية: في العلاقة بين محددات التوافق والتحول الديمقراطي بالمغرب"، والمغربي محمد نعيمي عن بحثه ""الثقافة السياسية" والفعل الجمعي الاحتجاجي في سياق الانتفاضات العربية (2011 - 2019)".
يُذكَر أنّ الدورة العاشرة من المؤتمر ستُقام في الدوحة بين 12 و15 إبريل/ نيسان الجاري، بمشاركة 41 باحثاً يقدّمون 34 بحثية تتنوّع مواضيعها ومقارباتها ضمن موضوع "وسائط التواصل الاجتماعي: جدلية تدفق المعلومات وحرية التعبير والمراقبة والسيطرة".
