تنطلق عند التاسع من صباح السبت، الثاني عشر من إبريل/ نيسان المقبل، في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بالدوحة، أعمال الدورة العاشرة من "مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية" التي تستمر لأربعة أيام، وتناقش موضوع "وسائط التواصل الاجتماعي: جدلية تدفُّق المعلومات وحرّية التعبير والمراقبة والسيطرة".
يشارك في المؤتمر 41 من الباحثات والباحثين، العرب، ينتمون إلى مؤسسات علمية وبحثية داخل الوطن العربي وخارجه، ويقدّمون 34 ورقة بحثية تتنوع مواضيعها ومقارباتها، خلال جلسات المؤتمر الاثنتي عشرة. ويقدّم المفكر العربي، الدكتور عزمي بشارة، ملاحظات ختامية معمقة حول موضوع المؤتمر في نهاية اليوم الرابع.
ويوضّح كتيب المؤتمر أن وسائط التواصل الاجتماعي تحوّلت بسرعة هائلة من مجرّد وسائل للتواصل وتشارك المعلومات، وتبادلها إلى فضاء لإنتاج المحتوى وإعادة إنتاجه وتداوله، مشيراً إلى أن باحثين وناشطين كثرا جادلوا بأن حلم تشكّل فضاء عمومي تسوده ثقافة تداولية وبيئة تفاعلية بات على وشك أن يصبح واقعاً، وقد ألقى بعضهم الضوء على إمكانيات الانعتاق الكامنة في وسائط التواصل الاجتماعي، وركّزت حجتهم في ذلك على كيفية استخدامها في تعبئة الناس وتنظيمهم قبل الاحتجاجات الشعبية وأثناءها، وفي توثيق انتهاكات أجهزة الدولة الأمنية واعتداءاتها على الناشطين.
يناقش المشاركون موضوع ’وسائط التواصل الاجتماعي: جدلية تدفق المعلومات وحرية التعبير والمراقبة والسيطرة‘
ويضيف "تعدّ وسائط التواصل الاجتماعي، من منظور هولاء تعبيراً ثورياً عن ’قوة الروابط الضعيفة‘ والتي تعكس القدرة على ربط مجموعات متنوعة من الناس وتوسيع شبكاتهم الاجتماعية؛ ما يتيح فرصاً جديدة للفعل الاجتماعي والسياسي الجمعي، ويؤدي إلى تشكّل منظورات جديدة مغايرة، ويوفر فرصاً جديدة للتأثير والتغيير ضمن الحدود المادية (الجغرافية) والاجتماعية (الهوياتية) وغيرها.
وفي ختام أعمال هذه الدورة، ستوزَّع "الجائزة العربية لتشجيع البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية" التي يمنحها المركز لثلاثة من الأبحاث المقدمة إلى المؤتمر الذي يُعقد كل عامين، بهدف تشجيع الباحثين العرب داخل الوطن العربي وخارجه على البحث العلمي الخلاّق والمبدع، في قضايا وإشكالياتٍ تهمُّ صيرورة تطوّر المجتمعات العربية وبنيتها وتحولاتها ومساراتها نحو الوحدة والاستقلال والديمقراطية والتنمية الإنسانية.
يُذكر أن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" أنشأ في خريف عام 2022، وحدة بحثية مختصة في دراسة الفضاء الرقمي في المنطقة الرقمية، وذلك اهتماماً منه بهذا الحقل من الأبحاث الذي تحوّل في الغرب إلى اختصاص قائم بذاته تُنشئ له الجامعات أقساماً وتدعم الدوائر الأكاديمية مشاريع بحثية، نظرية وإمبريقية، خاصة به. وفي سياق هذا الاهتمام، خُصصت الدورة العاشرة من "مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية" لمناقشة موضوع وسائط التواصل الاجتماعي.
