ما حقيقة «الرغوة» التي ظهرت في الدار البيضاء؟

منذ ٧ ساعات ٧

شهدت منطقة سيدي البرنوصي بالعاصمة الاقتصادية المغربية الدار البيضاء، ظهور رغوة بيضاء كثيفة مجهولة المصدر في الشوارع، مما تسبب في إرباك حركة المرور وإثارة قلق السكان والمسؤولين، في مشهد غريب لم يعتده المغرب من قبل.

بدأت الواقعة ليلة الثلاثاء، عندما لاحظ السكان خروج كميات هائلة من الرغوة من فتحات الصرف الصحي، حاملةً رائحة نفاذة تشبه المنظفات، سرعان ما غطت الرغوة الشوارع، مما تسبب في تعطيل حركة المرور وإعاقة المركبات، حيث وثق السكان المشهد بمقاطع فيديو انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأفاد شهود عيان، وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية، بأن الرغوة كانت «ذات رائحة تشبه مواد التنظيف»، وظهرت بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن مصدرها وأسباب انتشارها، خصوصا بعد انتشار مقاطع فيديو وصور للحادثة على منصات التواصل الاجتماعي.

استجابت السلطات المغربية بسرعة لهذا الحدث غير المسبوق، وأعلن رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي سعيد صبري، تشكيل لجنة مشتركة تضم خبراء بيئيين ومهندسين للتحقيق في مصدر الرغوة، وتم نشر فرق متخصصة لجمع عينات من المادة لتحليلها في المختبرات، حيث أكدت السلطات أنها لن تستبعد أي فرضية حتى تتضح النتائج.

من جانبها، بدأت الشركة «الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء-سطات (SRM-CS)» المسؤولة عن الصرف الصحي، تحقيقًا موازيًا بالتعاون مع الجهات المختصة، مشيرةً إلى أن الرغوة قد تكون ناتجة عن تصريف غير قانوني لنفايات صناعية من إحدى الوحدات القريبة، ربما مصنع منظفات لم يلتزم بمعايير التخلص من المخلفات.

التقديرات الأولية تشير إلى أن الظاهرة قد تكون مرتبطة بتراكم مواد خافضة للتوتر السطحي (surfactants) الموجودة في المنظفات، تفاعلت مع مياه الأمطار الغزيرة، ومع ذلك، اقترح خبراء أسبابًا أخرى محتملة، مثل تسرب مواد كيميائية غير معالجة، أو تحلل مواد عضوية في شبكة الصرف، أو حتى خلل في محطات المعالجة، في الوقت الذي حذر المسؤولون من مخاطر هذه الرغوة على الصحة العامة والبيئة الساحلية، خصوصا في مناطق مثل سيدي البرنوصي وعين حرودة القريبة من البحر.

وكانت الهند قد شهدت في عام 2021 رغوة سامة نهر ياموناK في نيودلهي نتيجة تصريف غير قانوني لمخلفات صناعية محملة بمواد كيميائية ومنظفات، مما دفع السلطات للتحذير من خطورتها على الصحة العامة، كما شهدت الجزائر في العام الحالي 2025 انتشار رغوة غامضة في شوارع مدينة عين مليلة، مما أثار هلع السكان الذين شاهدوا طبقات كثيفة من رغوة بيضاء وحمراء اللون، خصوصا بعد أن بدأ الأطفال يلعبون بها رغم التحذيرات.

قراءة المقال بالكامل