بعد أسبوعٍ دراماتيكي استأنف فيه الاحتلال إبادة الفلسطينيين في غزة، واعتدى على لبنان وسورية، فيما أقالت حكومته برئاسة بنيامين نتنياهو، رئيس "الشاباك"، رونين بار، من منصبه، تظاهر مساء اليوم السبت مائة ألف إسرائيلي في مناطق عدّة احتجاجاً على الإقالة، واستئناف الحرب، مهددين بمزيدٍ من التصعيد.
ولا تزال التظاهرات مستمرة، وأشُدها في تل أبيب؛ حيث طالب المتظاهرون، وفي مقدمتهم أهالي الأسرى الإسرائيليين، حكومتهم بالتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب، فيما توجهوا للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مطالبين إياه بالمحاذره قبل "السقوط في سلّة قمامة نتنياهو"، و"إيقاف الحرب الآن".
وقالت العائلات إن "نتنياهو يمارس الخداع والتضليل حتى على الإدارة الأميركية؛ حيث نجح في إقناعك سيدي الرئيس (دونالد ترامب) بأن القضاء على سلطة حماس تسبق المختطفين، غير أن هذا محض كذب. فمصلحة إسرائيل الأمنية هي أولاً وقبل كل شيء تحرير المختطفين". ولفتت العائلات إلى أن "الطريق للتعافي من كارثة السابع من أكتوبر تستوجب إعادة المختطفين جميعاً بدفعة واحدة ووقف الحرب"، متهمة نتنياهو بـ"استئناف الحرب لدوافع سياسية شخصية وليس من أجل مصلحة إسرائيل".
وفي الإطار، نقل موقع "واينت" عن أحد المحتجين قوله: "وصلت إلى تل أبيب مع إبنتيّ للاحتجاح ضد الحكومة التي دمّرت وقف إطلاق النار وبعثت بالمختطفين إلى مصير العذاب. هناك أغلبية تؤيد وقف الحرب وإعادة المختطفين، فيما الحكومة تصر على البقاء في السادس من أكتوبر، متابعة الانقلاب القضائي"، في إشارة إلى إقالة بار، والاستعداد لإقالة المستشارة القضائية، غالي بهاراف ميارا، في جلستها الأسبوعية غداً الأحد.
لبيد: حكومة نتنياهو "مافياوية"
ووصف زعيم المعارضة الصهيونية، يئير لبيد، الحكومة بـ"المافياوية"، مهدداً بأنه في حال عدم استجابة الحكومة لأمر المحكمة العليا "سنشل الاقتصاد ونعلن الإضراب، وحتّى أننا سننظم عصيان ضرائب"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه يرفض خيار العصيان العسكري ورفض الأوامر على غرار الموجة التي اجتاحت قوات الاحتياط خلال احتجاجات "الانقلاب القضائي" في العام 2023.
في غضون ذلك، دعا رئيس حزب "الديمقراطيون"، يئير غولان، في خطاب ألقاه في التظاهره إلى "شل الدولة"، في إطار "النضال المتواصل للحفاظ على طابع إسرائيل كدولة ديمقراطية ويهودية"، متوجهاً لشركائه في المعارضة الصهيونية، غادي آيزنكوت، ويئير لبيد، وبيني غانتس، مطالباً بـ"توحيد القوى وإنشاء كتلة ديمقراطية ليبرالية".
وعلى خلفية احتمال نشوء أزمة دستورية في حال انتهاك الحكومة للحكم الذي أصدرته المحكمة العليا بتجميد إقالة رئيس الشاباك، توجه غولان للمفتش العام للشرطة، داني ليفي، مطالباً إياه بـ"عدم توجيه قوة الشرطة ضد الشعب وألا يتخفى وراء الأوامر والتعليمات". وتوعد غولان بعدم السماح بـ"سقوط إسرائيل الديمقراطية؛ والصهيونيىة الليبرالية".
قادة الحركة الاحتجاجية: سنرفع وتيرة الضغط
وقبيل انطلاق التظاهرات، قالت عالمة الفيزياء الإسرائيلية، وقائدة الحركة الاحتجاجية، شيكما برسلير، إن "النضال ضد الحكومة هو نضال من أجل عودة المختطفين، الذين هم أولوية. فهذه قصة مبدئية وأخلاقية، وما نريده هو إصلاح سلّم المبادئ والقيم".
أمّا زميلها موشيه ريدمان، وهو أيضاً من قادة الحركة الاحتجاجية، فلفت إلى أن "التظاهرات ستستمر في الغد أيضاً"، متوعداً بأنه في حال أقالت الحكومة مستشارتها القضائية "سنرفع وتيرة الضغط في القدس، وسنتظاهر مقابل بيت نتنياهو في شارع غزة"، وطالب الاتحاد العمالي (منظمة الهستدروت)، وشركات التكنولوجيا الفائقة، ومنتدى رجال الأعمال بشل الاقتصاد وإعلان الإضراب.
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة بعد أيام من استئناف حربه وإعلانه توسيع عملياته البرية في القطاع لتشمل مدينة رفح جنوباً، بعدما كان قد بدأ توغله في وسط والشمال. ولفتت حركة حماس، في بيان لها، اليوم السبت، إلى أنّ "جيش الاحتلال يواصل هجومه الوحشي على المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ في قطاع غزة، وتكثيف قصفه للمنازل والأحياء السكنية ومراكز الإيواء على امتداد القطاع، حتى تجاوز عدد الشهداء، منذ بدء هذه الموجة من الإبادة، أكثر من 630 شهيداً، وذلك في ظل حصار مطبق ومنع شامل لكل مقوّمات الحياة من غذاء وماء ودواء ووقود".
