أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة، أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بلغت مستوى غير مقبول، معربًا عن أمله في مناقشة الأمر قريبًا مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال ماكرون خلال مشاركته في اجتماع للزعماء الأوروبيين في ألبانيا، إن "الوضع الإنساني في غزة لا يُحتمل"، مضيفًا: "نبلغ مستوى لم نشهده من قبل، من حيث الأثر الإنساني، منذ بداية هذا الوضع".
وشدد ماكرون على أن الأولوية في الوقت الراهن تتمثل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، واستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. وأوضح: "ستتاح لي فرصة التحدث في هذا الشأن مع رئيس الوزراء نتنياهو، وأثرت هذه المسألة أيضًا مع الرئيس ترامب".
وكان ترامب قد قال في وقت سابق الجمعة، إن الولايات المتحدة تسعى إلى "معالجة" الوضع في غزة، معتبراً أن الناس "يتضورون جوعاً" في القطاع الفلسطيني المحاصر. وقال ترامب لصحافيين في أبوظبي، وهي محطته الأخيرة من جولته الخليجية: "نحن ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل هذه المشكلة. الكثير من الناس يتضورون جوعاً".
ويأتي هذا في وقت تتواصل فيه الغارات الإسرائيلية العنيفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، مع تعثّر المسار التفاوضي وتعاظم التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة، فيما أعلن جيش الاحتلال، مساء الجمعة، إطلاق المرحلة الأولى من عملية عسكرية واسعة تحت اسم "عربات جدعون". وتشمل العملية ضربات جوية مكثفة وتحريك قوات برية للسيطرة على مواقع استراتيجية داخل القطاع، في محاولة لتحقيق ما سمّاه الاحتلال "أهداف الحرب"، وعلى رأسها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وهزيمة حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".
الهجوم الجديد وُصف من جانب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأنه "الأوسع والأكثر فتكًا" منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، محذرًا من اعتماد الاحتلال سياسة الأرض المحروقة والمجازر الجماعية، بما يشمل التدمير الشامل لما تبقى من الأحياء السكنية والبنية التحتية في القطاع المنكوب. في المقابل، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الأوضاع الإنسانية في غزة بلغت مستويات كارثية، في ظل الحصار الكامل وعجز المنظمات الإغاثية عن إيصال أي مساعدات. وقالت المتحدثة باسم المنظمة، مارغريت هاريس، إن عدد الشهداء بلغ نحو 53 ألفًا، بينما يحتاج أكثر من 10 آلاف مريض، بينهم آلاف الأطفال، إلى إجلاء طبي فوري.
(رويترز، العربي الجديد)
