متحف لينين في فنلندا يتخلى عن اسمه بعد تدهور العلاقات مع روسيا

منذ ١ أسبوع ١١

أعيد افتتاح متحف لينين الفنلندي المخصّص للزعيم السوفييتي الراحل بعد تغيير اسمه ومعروضاته، جراء تدهور العلاقات بين فنلندا وروسيا، إثر الحرب التي بدأتها الأخيرة ضد أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، بحسب صحيفة ذا غارديان البريطانية.

بعد إغلاقه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فتحت أبواب المتحف الموجود في مدينة تامبيري مجدداً أمام الجمهور في مارس/آذار الحالي، تحت اسم جديد هو "نوتي"، وهي كلمة فنلندية تعني مذكرة ديبلوماسية، وهو مخصص للعلاقات الروسية الفنلندية. 

كان الهدف من متحف لينين عند افتتاحه لأول مرة في عام 1946، بعد الحرب العالمية الثانية، أن يكون رمزاً للصداقة بعد الحرب بين الاتحاد السوفييتي وفنلندا المجاورة. فيما جاء اختيار تامبيري موقعاً للمتحف، لأنها شهدت أول لقاء بين الزعيمين الشيوعين الشابين فلاديمير لينين وجوزيف ستالين.

لاحقاً، في فترة الحرب الباردة، تحول المتحف الذي يبعد عن العاصمة هيلسنكي 180 كيلومتراً إلى موقع لعقد اللقاءات الديبلوماسية بين مسؤولي البلدين. ثم في عام 2016، أعيد تأهيل المتحف ليركز على تاريخ الاتحاد السوفييتي بدلاً من حياة لينين.

لكن الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 أثّر سلباً على العلاقة بين البلدين، فانضمت فنلندا إلى حلف ناتو في عام 2023 وأغلقت الحدود المشتركة مع روسيا، والتي يصل طولها إلى 1330 كيلومتر، متهمةً روسيا بالتخطيط لإرسال لاجئين إلى البلاد. ترك ذلك إنعكاسات سلبية على المتحف، دفعت إدارته للإعلان عن تغييره وإطلاق متحف جديد بشكل تام.

وقال مدير المتحف، كالي كاليو، إن اسم فلاديمير لينين تحول إلى مشكلة في السنوات الأخيرة، وشرح: "خلال السنوات الثلاث الماضية اتضح أنه لم يعد علامة تجارية جيدة. لم يفهم الناس دور المتحف وأصبح الاسم عبئاً علينا. لذلك قررنا إغلاقه وبناء متحف جديد تماماً باسم نوتي".

وبحسب "ذا غارديان"، تشمل موضوعات المتحف الجديد انهيار الإمبراطورية الروسية في عام 1917 واستقلال فنلندا، والحروب الأهلية على جانبي الحدود، ومصير الفنلنديين السوفييتيين خلال الحقبة الستالينية، والتحالف الفنلندي مع هتلر، والحرب الباردة، إضافةً إلى جوانب أخرى مثل التجارة المشتركة، والعلاقات الثقافية والسياحة.

ويضم المتحف صوراً ونصوصاً ومقاطع فيديو وتحفاً تاريخية تقدم صورة عن العلاقة بين البلدين، وهو بحسب إدارته يهدف إلى سرد القصص الفنلندية والروسية، لكنه لا يقيم أي علاقات مع الحكومة أو المتاحف الروسية.

بالنسبة لكالي كاليو، فإن للمتحف المجدّد أهمية بالغة، بغض النظر عن طبيعة العلاقات بين البلدين. قال: "إذا نظرنا إلى التاريخ الفنلندي واللحظات الرئيسية فيه خلال الـ150 سنة الماضية، سيستحيل علينا فهمها من دون فهم التاريخ الروسي أيضاً، فقصصنا مرتبطة ببعضها البعض". وأضاف: "ستظل العلاقات بين فنلندا وروسيا قائمة دائماً. صحيح أنّنا لا نعرف نوعها، ولكن العلاقات ستكون دائماً موجودة، ونحن على يقين بأن زمناً جديداً سيأتي".

قراءة المقال بالكامل