"متل قصص الحب": عن لبنان الذي يخذل أبناءه

منذ ٤ ساعات ٢٠

تمثل المخرجة اللبنانية ميريام الحاج جيلاً واعداً ومُحبطاً في آنٍ واحد، إذ تتعامل مع واقعها بوعي رغم تطلعها إلى آفاق أوسع. يواصل فيلمها الثاني "متل قصص الحب" (Diaries from Lebanon) مسار فيلمها الأول "هدنة"، جامعاً بين السيرة الذاتية والتجربة الجماعية، لينقل واقعاً لبنانياً متأزماً.
انطلق "متل قصص الحب"، الذي يمتد على 110 دقائق، في جولة عروض مكثفة منذ يونيو/ حزيران 2024، كان آخرها في بيروت نهاية الأسبوع الماضي. وقبل العرض الأخير في العاصمة اللبنانية حظي العمل بتنويه خاص في مهرجان جنيف الدولي للسينما الشرقية، وشارك في مهرجانات عالمية، منها مهرجان فنون لبنان في المملكة المتحدة، ومهرجان شنغهاي السينمائي الدولي في الصين، ومهرجان تورن السينمائي الدولي في بولندا. كذلك لاقى استقبالاً حافلاً في مهرجانات كندية بارزة، مثل هوت دوكس ودوكسا، وعُرض في "رؤى من الواقع" السينمائي بسويسرا، محققاً حضوراً عالمياً لافتاً. وقد حاز الفيلم جائزة لجنة التحكيم الكبرى للأفلام الفرنسية.
في عرضه العربي الأول بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، استقطب "متل قصص الحب" اهتماماً واسعاً، وشهد عروضاً مكتملة العدد في الدورة الـ21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ما يعكس تفاعل الجمهور العربي مع موضوعه.
ميريام الحاج، التي سبق أن قدمت فيلم "هدنة" عام 2015 وفازت بجوائز عدة، تشغل عضوية لجان سينمائية مثل مؤسسة الدوحة للأفلام، كذلك فإنها عضو مؤسس في منظمة "راويات - أخوات في الفيلم"، التي تضم صانعات أفلام من العالم العربي والمغتربين.
في حديثها لـ"العربي الجديد"، أكدت الحاج أنها لم تكن ترغب فقط في مشاركة "متل قصص الحب" في المهرجانات، بل أرادت عرضه جماهيرياً. وقالت: "الأهم من الجوائز، أن الفيلم أثار نقاشات مهمة. رغم أن الأفلام الوثائقية غالباً ما تستهوي جمهوراً نخبوياً، إلا أن هذا العمل استطاع ملامسة مشاعر الجمهور، لأنه يعكس تجربة كل لبناني بين عشق الوطن ورغبة تغييره".

يمتد عمل الفيلم على مدى خمس سنوات (2017-2022)، ويتناول رؤية ثلاث شخصيات وأحلامها في تغيير لبنان: جورج مفرج، الذي يمثل جيلاً لا يزال يعيش تداعيات الحرب الأهلية؛ الصحافية والشاعرة جومانة حداد، التي خاضت الانتخابات النيابية قبل إسقاطها بالتزوير؛ وبيرلا جو معلولي، الناشطة التي تسعى لكسر منظومة الفساد.
من الناحية الفنية، قدمت الحاج معالجة متقنة تربط بين الشخصيات الثلاث عبر سرد متوازٍ، بينما أضفى صوتها الخلفي لمسة وجدانية عميقة. ويبرز الفيلم استخدام الإضاءة والمشاهد الصامتة لتعزيز الرسائل المطروحة.
وتختم الحاج حديثها قائلة: "العالم يحتاج إلى الفن أكثر من السياسة، فبينما تقسم السياسة العالم، يوحده الفن. في زمن الصراعات، يصبح الفن مساحة للحوار وجسراً فوق الخلافات، وهو ما أطمح إلى تحقيقه من خلال أفلامي".
"متل قصص الحب"... قصة عشق اللبنانيين لوطن يخذلهم، ومع ذلك، لا يتخلون عنه.

قراءة المقال بالكامل