مخيم طولكرم: نزوح قسري لأكثر من 80% وسط تفجيرات للمنازل

منذ ٢ شهور ٢٨

أكدت مصادر محلية في مخيم طولكرم بشمال الضفة الغربية لـ"العربي الجديد" قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بعمليات تفجير داخل المخيم ومنها تفجير منازل لمواطنين فلسطينيين، ويأتي ذلك في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على المخيم لليوم التاسع على التوالي، وسط نزوح قسري لأكثر من 80% من سكان المخيم في ظل أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في المواد الأساسية.

وقال الناشط حسين الشيخ علي لـ"العربي الجديد إن "الأهالي سمعوا أصوات ثلاثة انفجارات منذ صباح اليوم، في مناطق الحمام والشهداء والبلاونة، فيما يتوقع الأهالي المزيد من التفجيرات في ظل إدخال جيش الاحتلال المزيد من المتفجرات عبر الشاحنات وتمديد أسلاك تستخدم في التفجير، متخوفين من القيام بتفجيرات تطاول مربعات سكنية على غرار ما حصل في مخيم جنين".

وقال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم طولكرم ونائب محافظ طولكرم، فيصل سلامة، لـ"العربي الجديد" إن "قوات الاحتلال فجرت منذ بدء العدوان، قبل تسعة أيام، عدداً كبيراً من المنازل، لكن لا يمكن تقديرها بشكل دقيق، بسبب صعوبة الاتصال داخل المخيم وعدم القدرة على معرفة التفاصيل في ظل عمليات النزوح القسري"، مشيراً إلى أن التفجيرات يمكن سماعها بشكل متكرر منذ صباح اليوم. وأكد سلامة أن نسبة النازحين قسراً من مخيم طولكرم ارتفعت لأكثر من 80% "في ظل استمرار قوات الاحتلال بإجبار مزيد من العائلات على الخروج من المخيم تحت تهديد السلاح".

وقال سلامة إن الاحتلال خلال الأيام التسعة التي مضت على عدوانه يقوم بالانتقال من منزل إلى آخر في مخيم طولكرم ويقوم بتفتيش البيوت واتخاذ عدد منها ثكنات عسكرية، بالإضافة لاحتجاز العائلات داخل المنازل مع حرمانها من الحركة والمأكل والمشرب. وأضاف سلامة أن "من بقوا في المخيم يعيشون ظروفاً صعبة ويعانون من نقص في المأكل والمشرب والحليب والاحتياجات، فضلاً عن الترهيب"، مشيراً إلى صعوبة إدخال المواد والاحتياجات لهم حيث يتم ذلك عبر الصليب الأحمر والهلال الأحمر لمدة ساعة واحدة فقط يومياً.

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيم ومدينة طولكرم منذ تسعة أيام، حيث اقتحمت المدينة والمخيم بعد غارة جوية عند مدخل مخيم نور شمس استشهد خلالها ثلاثة فلسطينيين هم رامز ضميري وإيهاب عطيوي وأيمن ناجي، فيما استشهد وحيد ماضي يوم السبت الماضي برصاص الاحتلال في حارة القاقون بالمخيم. ولا يستطيع أهالي مخيم طولكرم حتى الآن تشييع الشهداء، الذين لا تزال جثامينهم في ثلاجة الموتى في المشفى، بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي.

وخلال العدوان قام جيش الاحتلال بتجريف البنية التحتية وتدمير محال تجارية وأسوار استنادية وأجزاء من المنازل عبر الجرافات فضلاً عن تفجير عدد من المنازل، وكذلك تخريب وتجريف في مدينة طولكرم مثل ميدان جمال عبد الناصر ومنطقة محكمة طولكرم وغيرها. واندلعت اشتباكات عنيفة في الأيام الأولى من الاجتياح، فيما يسمع الأهالي في الوقت الراهن بين الفينة والأخرى اشتباكات متقطعة داخل مخيم طولكرم. أما النازحون فهم موزعون على مناطق متفرقة من محافظة طولكرم، حيث ذهب معظمهم إلى بيوت ومنازل أقاربهم ومعارفهم، فيما أكد سلامة أن معظم النازحين يعيشون أيضاً ظروفاً صعبة في ظل نقص المواد الغذائية والفرش والمستلزمات.

قراءة المقال بالكامل