مريم النعيمي لـ الشرق: مشروع عائلي محلي يعيد إحياء التراث في رمضان 

منذ ١ أسبوع ٢٤

مريم النعيمي، سيدة منتجة تمتلك مشروعًا منزليًا صغيرًا، تعمل على تجهيز توزيعات ليلة القرنقعوه بأسلوب عصري يزدان بلمسات تراثية. وأكدت في لقائها مع الشرق أن من أبرز ما يميز هذه المناسبة، التي يحتفل بها أهل قطر، هو ثوب النشل، الذي تتزين به السيدات والفتيات الصغيرات.
وأوضحت النعيمي أنها بدأت في تلقي طلبات تجهيز توزيعات القرنقعوه، مشيرةً إلى أنها تروج لمشروعها الإنتاجي عبر حساباتها على إنستغرام، حيث تمتلك قاعدة واسعة من الزبائن الذين اعتادوا التسوق من منتجاتها، خاصة خلال شهر رمضان المبارك.

ثوب النشل بين الماضي والحاضر
وتحدثت النعيمي عن ثوب النشل قائلةً: "قديماً، اعتادت النساء المتزوجات ارتداء ثوب النشل، بينما كانت الفتيات غير المتزوجات والصغيرات يلبسن ما يُعرف بـ«البُخْنَق»، وهو غطاء أسود للرأس مصنوع من الحرير الشفاف مثل الشيفون أو الجورجيت، تُخاط أطرافه بحيث تبقى فتحة صغيرة بمقدار الوجه، ويطرّز بخيوط الحرير وأسلاك الذهب أو الفضة حول الوجه والرأس".

وأضافت أن ثوب النشل لا يزال يحظى برواج واسع بين النساء، حيث لم تعد محلات بيع الجلابيات تخلو منه، بعدما أُدخلت عليه بعض التعديلات في الألوان والنقوش لمواكبة خطوط الموضة الحديثة. كما لا يزال كبار السن من النساء يرتدينه في الأعراس والمناسبات الخاصة، إلى جانب تزايد الإقبال عليه من الفتيات اللواتي لم يكنّ يرتدينه في الماضي، خاصة خلال الاحتفالات التراثية.
وأوضحت السيدة مريم النعيمي أن الفتيات يحرصن على ارتداء ثوب النشل في ليلة النافلة، التي تصادف الخامس عشر من شعبان، وكذلك في ليلة رمضان، حيث تقوم النساء والفتيات بوضع الحناء بطريقة "الطباق" احتفالًا بقدوم الشهر الكريم.
كما يُرتدى الثوب في ليلة القرنقعوه، التي تقام في الخامس عشر من رمضان، بالإضافة إلى يوم الحناء، وهو اليوم الذي يسبق يوم العرس، حيث لا تزال العروس حتى اليوم ترتدي ثوب النشل الأخضر، بينما ترتديه الفتيات المدعوات بألوانه المختلفة للمشاركة في إحياء هذه المناسبات الكبيرة.
وأكدت النعيمي أن ثوب النشل جزء هام من التراث القطري ينبغي الحفاظ عليه وتوريثه للأجيال القادمة. ولفتت إلى أن الإقبال على الملابس التراثية ازداد في الوقت الحالي، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، حيث تحرص السيدات والفتيات الصغيرات على ارتداء الجلابيات المطرزة والعباءات المستوحاة من روح الشهر الفضيل، وهي عادة متوارثة بين أهل قطر.

توزيعات القرنقعوه
احتفال تراثي يعزز القيم والتقاليد
وعن توزيعات ليلة النصف من رمضان، أو ما تُعرف بـليلة القرنقعوه، قالت السيدة مريم النعيمي: "يُعد القرنقعوه من الاحتفالات الخاصة بأهل قطر ودول الخليج، وهو من المناسبات الرمضانية المحببة للأطفال، حيث يجوبون الأحياء متنقلين من بيت إلى بيت لجمع الحلوى التي يقدمها لهم الجيران".
وأوضحت أنها تقوم بتجهيز أكياس خاصة بهذه المناسبة التراثية الجميلة، وتعبئتها بمزيج من الحلوى والمكسرات، مع إضافة لمسات عصرية تناسب أذواق الأطفال، حيث يتم تقديمها في أكياس مزركشة أنيقة. وأضافت أنها أدخلت بعض التعديلات الحديثة على التوزيعات، عبر إضافة أنواع من الشوكولاتة المحببة وقطع الحلوى المغلفة والمكسرات الطازجة، مشيرةً إلى أنها بدأت منذ بداية الشهر الكريم في تجهيز مجموعة كبيرة من التوزيعات، والتي تلقى رواجًا واسعًا بين الزبائن.
وأكدت النعيمي أن احتفال القرنقعوه يقام في ليلة النصف من شهر رمضان، ويُعد تكريمًا للأطفال الذين قطعوا منتصف الطريق في صيامهم، وأكملوا الأسبوعين الأولين من رمضان، ربما لأول مرة في حياتهم. ويمثل الاحتفال تحفيزًا لهم للاستمرار في الصيام خلال النصف الثاني من الشهر الكريم.
وتبدأ مراسم الاحتفال بعد صلاة المغرب، حيث يطوف الأطفال بين المنازل المجاورة، يطرقون الأبواب لجمع الحلوى والمكسرات، وهم ينشدون أهازيج وأغاني القرنقعوه التقليدية، التي لا تزال تُردد في قطر، جيلًا بعد جيل، لتعكس عمق التراث والتقاليد الرمضانية في المجتمع القطري.

المأكولات التراثية
وعن أكثر المأكولات الراثية شهرة في رمضان، قالت السيدة النعيمي: لقد اعتاد أهل قطر على تناول المأكولات الشعبية، حيث لا تكاد مائدة رمضانية تخلو من الهريس والثريد والمضروبة والساغو والخنفروش واللقيمات التي باتت سيدة المائدة في الشهر الفضيل. وأشارت إلى أن المطبخ القطري غني بالأكلات الشعبية وتشتهر السيدات بصناعة المجبوس والبرياني والعيش واللحم، إلى جانب أنواع عديدة من السلطات والمقبلات والعصائر.

قراءة المقال بالكامل