مسؤول أوروبي في الجزائر لتعزيز التعاون الاستراتيجي

منذ ١ ساعة ٧

يحل المدير العام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج في المفوضية الأوروبية، ستيفانو سانينو، ضيفا في الجزائر ضمن زيارة رسمية تبدأ اليوم وتنتهي الخميس المقبل، بهدف تبادل الرؤى مع كبار المسؤولين الجزائريين حول آفاق تعزيز التعاون الجزائري الأوروبي. وتندرج هذه الزيارة، حسب ما جاء في بيان لمفوضية الاتحاد الأوروبي في الجزائر، بشكل واضح في سياق مواصلة المشاورات الجارية حول الميثاق الجديد من أجل البحر الأبيض المتوسط، الذي تعتزم المفوضية الأوروبية اعتماده خلال الأشهر المقبلة، بهدف تعزيز مقاربة أكثر تكاملا وتناسقا للتعاون الإقليمي.

وخلال هذه الزيارة، سيجري سانينو لقاءات مع ممثلين عن عدة وزارات جزائرية، ولاسيما وزارات الشؤون الخارجية، والطاقة، والمالية، والثقافة. كما سيشارك يوم الأربعاء في الجزائر العاصمة، في افتتاح مؤتمر حول ديناميكيات الاستثمار الجديدة وآفاق التعاون" بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، المنظم بشكل مشترك بين بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر والوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، بحضور ممثلين عن المجلس الوطني لإنعاش الاقتصاد الجزائري ومجتمع الأعمال في الجزائر.

وذكر بيان المفوضية الأوروبية أنّ هذه الزيارة تشكل "فرصة ثمينة لتجديد تأكيد رغبة الاتحاد الأوروبي في إعطاء دفعة جديدة للتعاون الثنائي مع الجزائر، ضمن إطار أوسع وأكثر ترابطا من الناحية الاستراتيجية، يجسده الميثاق الجديد من أجل المتوسط"، بينما تتزامن مع طلب الجزائر مراجعة اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وتتزامن هذه الزيارة مع التصريح الأخير للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بمناسبة لقائه مع المتعاملين الاقتصاديين، حين أكد التزام الجزائر مع شركائها الاقتصاديين وزبائنها "مهما كانت الظروف"، و"عدم خلط أوراق السياسة بالتعهدات". وأشار إلى طبيعة العلاقات مع أوروبا، معتبرا دولها صديقة للجزائر تتشارك معها المصالح المتبادلة، والعمل على "إعادة بناء الشراكة من منطلقات جديدة تضمن التكافؤ وتحقيق المكاسب كل الأطراف على السواء". 

بدورها، لم تخف المفوضية الأوروبية، في الوثيقة ذاتها، أنّ "الاتحاد الأوروبي يسعى إلى بناء شراكة تتجاوز العلاقات القوية القائمة بالفعل، لاسيما في قطاع الطاقة من أجل إرساء تكاملات استراتيجية جديدة تخدم نموا مستداما وشاملا"، في سياق جيوسياسي يشهد تحوّلات عميقة، وفي مواجهة تحديات مشتركة مثل إعادة التصنيع، وتعزيز التنافسية الاقتصادية والتحوّل نحو الاقتصاد الأخضر، "كما يهدف الاتحاد ـ يضيف البيان ـ إلى مناقشة الإطار الأنسب مع السلطات الجزائرية من أجل زيادة الاستثمارات الأوروبية في الجزائر".

من جهة أخرى، يدعو الاتحاد الأوروبي والجزائر إلى "تعميق حوارهما الاستراتيجي بشأن القضايا الأمنية والجيوسياسية الكبرى الراهنة، من منطلق أنّ مكافحة الإرهاب وإدارة الهجرة، والربط الطاقوي أصبحت كلّها من بين الأولويات المشتركة على ضفتي المتوسط. وعلى هذا الأساس، يُجدد الاتحاد الأوروبي التزامه الكامل بالعمل جنبا إلى جنب مع الجزائر، من أجل جعل هذه الأولويات ركائز لشراكة موثوق بها وطموحة ومستدامة، قائمة على الحوار الهادئ والعادل مع كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي". 

قراءة المقال بالكامل