ناقش منتدى قطر الاقتصادي 2025 اليوم عملية تنظيم العملات المشفرة والأصول الرقمية عبر بناء أطر تشريعية متطورة تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الاقتصادية والسياسية في العالم.
واستعرضت جلسة ضمن أعمال المنتدى عقدت بعنوان "العملات المشفرة والأصول الرقمية.. فرص جديدة في سوق متقلب" التعقيدات التي تصاحب الاستثمار في الأصول الرقمية وأبرز الفرص والمخاطر في بيئة تتغير بسرعة حيث لم تعد القواعد والتشريعات القديمة كافية لتنظيم هذه الأمور.
وتحدث في الجلسة كل من السيد يوسف محمد الجيدة الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال والسيدة علا دودين الرئيس التنفيذي لشركة "بيتوازيز" BitOasis ، والسيد إيمانويل جفاناكيس الرئيس التنفيذي بهيئة تنظيم الخدمات المالية بسوق أبوظبي العالمي.
وقال السيد يوسف محمد الجيدة إنه منذ عام 2018، شرع مركز قطر للمال في وضع إطار تنظيمي متكامل للأصول الرقمية، مع التركيز على إدارة المخاطر المرتبطة بغسل الأموال، وحماية البيانات، وتوفير بيئة آمنة للاستثمار.
وأضاف أنه تم في هذه الخطوات اعتماد نهج مرن يتماشى مع تطورات السوق، لكن مع رفع معايير الحوكمة والامتثال بهدف تقليل المخاطر دون تعطيل الابتكار.
كما أشار المشاركون في الجلسة إلى أهمية التفريق بين مفهوم العملات المشفرة وبين الأصول الرقمية حيث تضم الأخيرة أصولا قابلة للترميز لا علاقة لها بالعملات الرقمية.
وفي هذا الإطار قال السيد يوسف محمد الجيدة إن سياسة مصرف قطر المركزي لا ترحب باستخدام العملات المشفرة المباشرة مثل "البيتكوين" ما أدى إلى توجيه التركيز نحو الأصول الرمزية والعقارية، موضحا أن مركز قطر للمال وضع تشريعات خاصة بالترميز، ووضع أدلة إرشادية للمستثمرين لتشجيع اعتماد آمن لهذا النوع من الأصول، لا سيما في قطاع العقارات الذي يعتبر أكثر القطاعات قابلية للاستفادة من هذا التحول.
وأضاف أن ترميز الأصول الحقيقية يمكن من دمقرطة الوصول إلى الاستثمار، ويدفع عجلة الاقتصاد، لافتا الى وجود فرص كبيرة في السوق العقارية الخليجية.
ونبه المتحدثون في الجلسة إلى أن هناك بعض الأسواق تعاني من غياب الوضوح التنظيمي، مما يفتح المجال أمام منصات غير خاضعة للرقابة، ما يشكل خطرا على المستهلكين ويفتح ثغرات لغسيل الأموال.
وأكدوا على أهمية وجود اتساق إقليمي بين المراكز المالية حيث أن التنسيق الدائم بين الدول يعد مفتاح النجاح، خاصة مع اختلاف السياسات المنظمة لهذه القطاعات.
كما لفت المتحدثون الى ان الطلب المتزايد في دول الخليج، خاصة على أدوات الدفع عبر الحدود والعملات المشفرة، يعكس تحولا في طريقة استخدام الأصول الرقمية، بعيدا عن المضاربة وأقرب إلى التطبيقات الاقتصادية الحقيقية.
وأشاروا كذلك إلى نمو الاهتمام المؤسسي بهذه الأصول، مع دخول مستثمرين كبار للسوق، وهو ما يعزز النضج والثقة في هذا القطاع.
وقد شدد المتحدثون في ختام الجلسة على أن مستقبل الأصول الرقمية في دول الخليج واعد، شريطة استمرار تطوير الأطر التنظيمية، والتعاون الإقليمي، وتعزيز الشفافية لحماية المستثمرين وتحقيق نمو مستدام في هذا القطاع المتسارع.