مسجد زكريت.. تراث معماري ينبض بالتاريخ والحياة

منذ ١٠ ساعات ١٧

يُعد مسجد زكريت من الشواهد المعمارية العريقة في قطر، إذ يعود تاريخ بنائه إلى أوائل القرن العشرين، ويتميز بتصميمه التقليدي الذي يجسد روح العمارة الإسلامية الأصيلة. بُني المسجد وفق أسلوب معماري بسيط يعكس البيئة المحيطة، حيث يضم فناءً واسعاً تتوسطه مئذنتان أسطوانيتان تعلوهما قبتان رشيقتان، تستندان إلى ستة أعمدة متينة، مما يضفي على المسجد طابعاً فريداً يميزه عن غيره من المساجد التاريخية في المنطقة.
وتقوم المئذنتان على قواعد مربعة الشكل، لتتحول بعد ذلك إلى هيئة أسطوانية تتوجها قباب نصف دائرية، تتخللها فتحات تهوية وإنارة تنساب داخل المئذنة لتضيء السلم الحلزوني الذي يقود إلى قمتها. أما قاعة الصلاة المفتوحة، فهي ترتبط بالفناء الخارجي عبر سبع فتحات متساوية الطول، تسمح بتدفق الهواء والنور، مما يمنح المصلين شعوراً بالسكينة والانفتاح على الفضاء الرحب.
ورغم مرور الزمن، بقي المسجد محتفظاً بأصالته، وقد خضع لأعمال ترميم دقيقة استهدفت إعادته إلى تصميمه الأصلي، حيث أُزيلت بعض الإضافات التي أُلحقت به لاحقاً، وأعيد تأهيل سقفه وجدرانه وأبوابه باستخدام مواد بناء تقليدية، تحاكي تلك التي استخدمت في بنائه الأول، ما أسهم في الحفاظ على طابعه التراثي الأصيل. واليوم، لا يزال المسجد عامراً بالصلوات الخمس، نابضاً بالحياة الدينية، شاهداً على ماضٍ زاخر بالتقاليد والعراقة.


ويقع المسجد في منطقة زكريت بالقرب من دخان، في الجهة الغربية من قطر، حيث يحتل موقعاً إستراتيجياً بجوار مجموعة من المواقع الأثرية البارزة، مثل القلاع القديمة والنقوش الصخرية التي تروي قصص الأجداد وحكايات الزمن الغابر. وتحيط به مناظر طبيعية آسرة تجمع بين الرمال الذهبية والتكوينات الصخرية، مما يجعله مقصداً للسياح وعشاق التراث الذين يتوقون إلى استكشاف الهوية الثقافية العريقة للمنطقة.
إلى جانب قيمته المعمارية، كان مسجد زكريت عبر العصور مركزاً اجتماعياً وثقافياً، إذ احتضن لقاءات السكان المحليين وشكَّل نقطة تجمع للتشاور والتواصل، مما جعله جزءاً لا يتجزأ من نسيج الحياة اليومية في المنطقة. واليوم، يواصل المسجد أداء دوره كوجهة روحية وثقافية، جامعاً بين قدسية العبادة وأصالة التراث، ليظل شاهداً على تطور الحياة في زكريت عبر الأجيال.

قراءة المقال بالكامل