قُتل أندري بورتنوف، النائب والمساعد السابق لكبير موظفي الرئاسة الأوكرانية في عهد فيكتور يانوكوفيتش، المقرّب من روسيا، بإطلاق النار عليه أمام مدرسة يرتادها أولاده قرب مدريد، بحسب ما أفاد مصدر في الشرطة الإسبانية. وهرعت الشرطة إلى بلدة بوسويلو دي الاركون، حيث أطلق "عدد من الأشخاص" النار على رجل "في الظهر والرأس"، بينما كان "يهمّ بركوب سيارة"، حسبما قال المصدر، مؤكداً أن القتيل هو أندري بورتنوف (51 عاماً)، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات بسبب شبهات فساد.
وقال المصدر إن مطلقي النار "فرّوا لاحقاً من المكان باتجاه منطقة حرجية" تقع بين البلدة والعاصمة الإسبانية، مضيفاً أن الحادثة وقعت أمام مدرسة أميركية خاصة. وعثرت أجهزة الطوارئ على رجل ممدد على الرصيف قرب المدرسة وقد تعرّض لإصابات قاتلة "سببها ثلاث طلقات على الأقل من سلاح ناري"، بحسب ما أفادت المتحدثة إنكارنا فرنانديز للصحافيين. وأضافت: "يمكننا فقط تأكيد وفاة هذا الشخص".
وفرض عناصر الشرطة طوقاً أمنياً حول المنطقة وغطّوا الجثة، فيما كان عناصر الطب الشرعي يجمعون البصمات من سيارة مرسيدس سوداء، بحسب مراسل فرانس برس. ونُقلت الجثة، التي بدا وجهها مشوّهاً على الرغم من القماش الأبيض الذي غطّاها، من مسرح الجريمة قبيل الساعة الثانية ظهراً، بحسب مراسل "فرانس برس". وقالت إينيس، وهي طالبة تسكن في مبنى قريب، لقناة "تيليسينكو": "سمعت نحو ست أو سبع طلقات نارية". وأضافت: "نظرت من النافذة، وبعد دقائق قليلة، سمعت فتاة تصرخ، ثم صوت إنذار سيارة استمر لفترة طويلة جداً".
وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن الضحية كان قد أخذ أولاده إلى المدرسة قبل مقتله. وكان بورتنوف نائباً في البرلمان الأوكراني في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأصبح لاحقاً مساعد كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية في عهد فيكتور يانوكوفيتش، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي فرّ إلى روسيا عام 2014 بعد قمع الاحتجاجات المؤيدة للاتحاد الأوروبي في أوكرانيا.
وغادر بورتنوف أوكرانيا بعد سقوط يانوكوفيتش، وعاش في روسيا والنمسا، قبل أن يعود إلى بلاده بعد انتخاب الرئيس الحالي فولوديمير زيلينسكي. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه في عام 2021 بتهمة الفساد، قائلة إنه استخدم نفوذه في القضاء للتمكن من الوصول إلى المحاكم الأوكرانية وتقويض جهود الإصلاح. وبحسب تقارير إعلامية، استخدم علاقاته داخل دوائر السلطة للفرار من أوكرانيا مجدداً عام 2022، رغم الحظر المفروض على سفر المطلوبين للخدمة العسكرية أثناء الغزو الروسي.
ولم تعلّق السلطات الأوكرانية بعد على الحادثة، لكن مسؤولاً في جهاز الاستخبارات العسكرية قال لوكالة فرانس برس، طالباً عدم ذكر اسمه، إن بورتنوف قُتل بإطلاق نار. وسبق لأوكرانيا أن تبنّت أو وُجّهت إليها أصابع الاتهام في عمليات اغتيال طاولت مسؤولين سياسيين أو عسكريين أو غيرهم، وقعت في روسيا أو في الأجزاء التي تحتلها موسكو من الأراضي الأوكرانية، منذ بدء الغزو عام 2022.
(فرانس برس)
