مسيرة نعوش رمزية لطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني

منذ ٤ ساعات ٧

أطلقت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نداءً عاجلاً لحماية العاملين في المجال الإنساني في فلسطين، خلال مسيرة نظمت في رام الله وسط الضفة الغربية اليوم الاثنين لإحياء مناسبة اليوم العالمي للهلال الأحمر والصليب الأحمر الذي صادف في 8 مايو/ أيار الجاري.

وفقدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ بداية العام الجاري ثمانية مسعفين استهدفهم الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة في مارس/ آذار الماضي أثناء تنفيذهم مهمات لإنقاذ جرحى، في حين سقط 48 من كوادرها منذ بدء حرب الإبادة انضموا إلى لائحة تحوي 1400 شهيد من طواقم العملي الإنساني والطواقم الطبية في غزة.

وانطلقت مسيرة ضمت مئات من المتطوعين والعاملين في المجال الإنساني من ميدان الشهيد ياسر عرفات في رام الله وسط الضفة الغربية، ورفع العشرات نعوشاً رمزية عليها صور شهداء من الهلال الأحمر، أو خوذهم، أو إشارات الهلال الأحمر الفلسطيني، بوصفها رموزا لشهداء العمل الإنساني، ورددوا شعارات تدعو إلى حماية العاملين في القطاعين الإنساني والطبي. وأعقب ذلك مسيرة لمركبات إسعاف أطلقت أبواقها للاحتجاج على جرائم الاحتلال.

وقال مدير دائرة الشباب والمتطوعين في جمعية الهلال الأحمر، محمد سعيد، لـ"العربي الجديد"، "ما يفعله الاحتلال مع العاملين في المجال الإنساني لا يتخيله العقل البشري. نبكي على زملائنا وأقاربهم وأصدقائهم. نحن بشر ولسنا أهدافاً، ونقدم خدمات إنسانية وصحية للمحتاجين بغض النظر من هم". تابع: "يدرك العاملون في هذا المجال حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وعلى عاتق القطاع الطبي، لكن رسالتهم إنسانية، وهم يؤمنون بمبادئ الهلال والصليب الأحمر وجاهزون للمهمة الملقاة عليهم بغض النظر عن التحديات، ويزدادون إصراراً وقوة وشغفا ًللعمل الإنساني".

بدوره، اعتبر رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الاحتلال هزم نفسه باستهداف طواقم العمل الإنساني. فقدت الجمعية على مدار سنوات من الانتفاضات 220 من كوادرها الطبية والإنساني، لكن ما تواجهه طواقمها في الظروف الحالية غير مسبوق"، في إشارة إلى تعمّد استهداف طواقم الهلال والدفاع المدني في مارس/ آذار الماضي في رفح، وقتلهم". وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في استهداف الطواقم الإنسانية، واتخاذ إجراءات جماعية أو فردية لوقف القتل الوحشي للشعب الفلسطيني".

وقالت الجمعية في مناسبة اليوم العالمي: "تحوّلت شارة الهلال الأحمر التي يفترض أن توفر حماية لحامليها، إلى كفن يُلف به جثامين متطوعي الجمعية وموظفيها الذين استُهدفوا أثناء أداء مهامهم الإنسانية، في ظل صمت دولي وعجز مستمر عن مساءلة الجناة ومحاسبتهم، أو ضمان الحماية الفعلية للعاملين في الميدان". أضاف : "خلال انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي الإنساني قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت مباشرة مستشفيات الجمعية ومركبات الإسعاف التابعة لها ومقارها وطواقمها، ما شكل خرقاً صارخاً لكافة الأعراف والاتفاقيات الدولية".

وطالبت الجمعية مجدداً بمحاسبة جميع المسؤولين عن استهداف طواقمها، ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية إلى التحرك العاجل من أجل ضمان الحماية الفعلية للعاملين في المجال الإنساني في فلسطين، وإلزام سلطات الاحتلال باحترام شارة الهلال الأحمر وحماية الطواقم الطبية وتلك للإغاثة، وتسهيل عملهم ووصولهم الآمن الى الفئات والمناطق المتضررة، مطالبة بحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، كما ينص عليه القانون الدولي الإنساني.

ودعت الجمعية إلى الإفراج فوراً عن ثلاثة من أفرادها يواصل الاحتلال إخفاءهم قسراً منذ أكثر من عام، إلى جانب عشرات من الطواقم الطبية العاملة في غزة، والتي اعتقلت أثناء اداء عملها الانساني. واعتبرت أن "مواصلة الاحتلال استهداف العاملين في المجال الإنساني عمداً تهدف إلى تقويض الخدمات الصحية والطبية والإسعافية، وتشكل جزءاً من السياسة الممنهجة التي تتبعها قوات الاحتلال من أجل ضرب البنى التحتية للقطاع الصحي كله.، وأدى ذلك إلى انهيار شبه كامل للنظام الصحي في غزة، ما يفاقم معاناة آلاف الجرحى والمرضى، ويُسهم في جعل الحياة في غزة شبه مستحيلة، وهو ما يرقى إلى سياسة عقاب جماعي تتعارض مع أبسط المبادئ الإنساني.

وشددت الجمعية على أن مواصلة استهدافات الاحتلال الممهنجة للمنظومة الطبية والعاملين في المجال الإنساني تجاوزت حدود الإدانة، ولم تعد التصريحات وحدها كافية، و"قد حان وقت اتخاذ إجراءات ملموسة وجدية تضمن سلامة العاملين في المجال الإنساني، أينما كانوا".

قراءة المقال بالكامل