أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الأحد، عن اكتشافين أثريين هامين بمحافظة سوهاج، يعودان لفترات تاريخية مختلفة، أحدهما مقبرة ملكية تعود لأكثر من 3500 عام، والآخر ورشة لصناعة الفخار من العصر الروماني.
وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أن البعثة الأثرية المصرية الأميركية من جامعة بنسلفانيا نجحت في العثور على مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني بمنطقة جبانة جبل أنوبيس في أبيدوس، والتي يرجع تاريخها إلى الفترة بين 1600 ـ 1700 ق.م. ويُعد هذا الاكتشاف إضافة علمية مهمة تسلط الضوء على تطور عمارة المقابر الملكية خلال هذه الحقبة التاريخية.
ووفقاً لرئيس البعثة المصرية-الأميركية العاملة في أبيدوس، الدكتور جوزيف وجنر، تم العثور على المقبرة على عمق نحو سبعة أمتار تحت سطح الأرض، وأوضح أن المقبرة تتكون من غرفة دفن من الحجر الجيري مغطاة بأقبية من الطوب اللبن، كانت تصل في الأصل إلى ارتفاع خمسة أمتار. كما تم العثور على بقايا نقوش على جانبي المدخل المؤدي إلى غرفة الدفن، تصور المعبودتين إيزيس ونفتيس، بالإضافة إلى أشرطة كتابية صفراء كانت تحمل اسم الملك بالهيروغليفية.
وأشار وجنر إلى أن أسلوب الزخارف والنصوص في المقبرة يشبه تلك التي تم اكتشافها سابقاً في مقبرة الملك سنب كاي، مؤكداً أن الدراسات لا تزال جارية لتحديد تاريخ المقبرة بدقة.
في الوقت نفسه، تمكنت البعثة الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار من اكتشاف ورشة متكاملة لصناعة الفخار في قرية بناويط، والتي تعود إلى العصر الروماني.
وأوضح أمين عام المجلس الأعلى للآثار أن هذه الورشة كانت واحدة من أكبر مراكز الإنتاج التي زودت الإقليم التاسع بالأواني الفخارية والزجاجية. وشملت الاكتشافات مجموعة من الأفران والمخازن الواسعة، بالإضافة إلى 32 أوستراكا تحمل كتابات بالخط الديموطيقي واللغة اليونانية، توثق المعاملات التجارية ونظام دفع الضرائب في ذلك الوقت.
تشير الأدلة الأولية إلى أن الموقع استُخدم خلال العصر البيزنطي، ثم أُعيد استخدامه جبانةً في القرن السابع الميلادي، وربما امتد حتى القرن الـ14 الميلادي.
وتم العثور داخل الموقع على مجموعة من الدفنات والمقابر المشيدة بالطوب اللبن، والتي تضم هياكل عظمية ومومياوات، يُرجح أنها كانت مقابر عائلية للرجال والنساء، بالإضافة إلى عدد كبير من دفنات الأطفال.
ومن بين أبرز هذه الدفنات مومياء لطفل في وضعية النوم، يرتدي قبعة من النسيج الملون، وكذلك رأس جمجمة لسيدة في العقد الثالث من العمر. كما تم العثور على بقايا جذور نبات القمح، وبذور قديمة لنخيل الدوم والشعير، ما يُسلط الضوء على النشاط الزراعي والتغذية في تلك الفترات التاريخية.
وأكد البيان أن "الإعلان عن هذين الكشفين الجديدين بمحافظة سوهاج سيعملان ليس فقط على الترويج للتنوع السياحي الذي ينعم به المقصد السياحي المصري وتعريف العالم بصورة أكبر عن الحضارة المصرية العريقة، بل أيضا مساعدة الدارسين في أعمالهم البحثية".
وتعلن البلاد من وقت لآخر عن اكتشافات أثرية، إذ تعج بآثار تعود لعصور القدماء المصريين وفترات تاريخية بارزة.
(الأناضول، العربي الجديد)
