"معرض نيودلهي للكتاب": بعد 75 عاماً على الاستقلال

منذ ٢ شهور ٢٩

حتى التاسع من الشهر الجاري، يتواصل "معرض نيودلهي الدولي للكتاب" في "بهارات ماندابام" (الممرّ الثقافي) بالعاصمة الهندية، والذي انطلقت فعالياته أول من أمس السبت، بمشاركة أكثر من ألفي ناشرٍ يمثّلون خمسين بلداً، وتتضمّن موائد مستديرة وأفلام وثائقية وجلسات حوارية، وإشهار الإصدارات الحديثة.

تحتفي الدورة الحالية التي تنطلق تحت شعار "نحن شعب الهند" بمرور خمسة وسبعين عاماً على تأسيس جهورية الهند بعد استقلالها عن الاستعمار البريطاني، من خلال استعراض تاريخ إعلان دستور البلاد منذ بدء مناقشات الجمعية التأسيسية وصولاً إلى إقراره على ركائز العدالة والمساواة والحرية والأخوة، بالإضافة إلى إبراز أهمية الفنّ ومكانته في الدستور.

وضمّت فعاليات يوم الافتتاح لقاءً مع الكاتبة السعودية عبير العلي بعنوان "تقاطع الروايات السعودية مع نيودلهي"، ولقاء ثانياً مع القاصّ والكاتب المسرحي الإماراتي محسن سليمان، بعنوان "الشخصية الهندية في القصص الإماراتية"، كما عُرض فيلم "سيرجي رخمانينوف- المؤلّف الروسي للموسيقى العالمية" من كتابة آنا إسبارسا والثنائي الموسيقي "لادي".

تضيء الدورة الحالية تاريخ الدستور الهندي ومكانة الفنّ فيه

كما عُقدت أمس الأحد جلسة لمناقشة كتاب "حول الإسلام والاستبداد والتخلّف: مقارنة عالمية وتاريخية" للباحث التركي أحمد ت. كورو، بمشاركة مبشر جاويد، وإدارة حفيظ الرحمن، لتسليط الضوء على الكتاب الذي ينتقد التفسيرات النمطية حول أن الإسلام هو سبب ترسّخ الاستبداد في الدول ذات الأغلبية المُسلمة والتي تسجّل مستويات منخفصة من التنمية أيضاً، حيث يشير إلى أن التحالف بين عُلماء مسلمين سلفيّين وبين سُلطة الجيش التي بدأت منذ القرن الحادي عشر الميلادي أدّى إلى إعاقة الإبداع الفكري والاقتصادي تدريجياً، من خلال تهميش الطبقات الفكرية والبرجوازية في العالم الإسلامي.

ويشتمل البرنامج أيضاً على عدد من الندوات والجلسات منها: "النشر وغايته: ناشرون مستقلّون يتحدّثون عن رؤيتهم وصناعة الكتاب والسوق"، و"عبر الحدود وما وراءها: التبادل الأدبي والثقافي"، و"دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل ثقافة القراءة"، و"اللغة الرسمية هي الهندية، أبعاد مختلفة للتطبيق"، و"الدستور الهندي، توثيق الحياة البشرية".

ويستضيف المنظّمون عشرات الكتّاب والفنّانين من حول العالم، مثل الشاعر الأرجنتيني أوزفالدو فيراري، والكاتب الليتواني ياروسلافاس ميلنيكاس، والكاتبة البولندية مونيكا كواليكو – سزوموفسكا، والباحث الروسي أليكسي فارلاموف، والروائية النيوزلندية كاثرين تشيغدي، والباحث الإيطالي أندريا أناستاسيو، والشاعرة أنيتا تشاند والرواائية تشنتا كير، والروائي موكول كومار، والشاعر ممهونلومو كيكون، والمؤرخ ديباك كومار باندا من الهند.

يُذكر أن المعرض هو ثاني أكبر تظاهرة للكتاب في الهند بعد "معرض كلكتا"، وتأسّس عام 1972 بتنظيم من "الصندوق الوطني للكتاب" (NBT)، في بلد يحتوي على أكثر من اثني عشر ألف دار نشر تصدر نحو تسعين ألف عنوان بأكثر من ثماني عشرة لغة سنوياً.

قراءة المقال بالكامل