رام الله- (أ ش أ)
أكدت المقررة الأممية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، أن الوضع في قطاع غزة "كارثي" مع اتساع نطاق وعمق الدمار، بعد تدمير 90% من البنية التحتية في شمال القطاع، لافتة إلى أن الحياة أصبحت غير إنسانية، فلا توجد مدارس أو جامعات أو مستشفيات أو إمكانية للزراعة أو الصيد، كما أصبحت التربة ملوثة وغير صالحة بسبب المواد الكيميائية التي تم استخدامها بكميات كبيرة.
وقالت ألبانيز - في تصريحات خاصة لقناة (الحرة) الأمريكية، اليوم الثلاثاء -: "إن تنظيف غزة وإعادة إعمارها سيستغرق عقودا، فهناك 2.3 مليون شخص نجوا من الإبادة الجماعية ويجب مساعدتهم وإنقاذهم من الناحية النفسية أولا، خاصة أن نصف السكان من الأطفال، الذين تعرضوا لصدمات نفسية كبيرة وفقدوا ذويهم، بالإضافة إلى آلاف الأطفال الذين تعرضوا للتشويه".
وأضافت أنه يجب أن يكون هناك تغيير جذري وكبير في الطريقة التي يتم التعامل بها مع الفلسطينيين في غزة، على أساس أنها أزمة إنسانية، ويجب حلها من خلال الاستجابة السياسية، لافتة إلى أن هناك طموحا استعماريا من قبل دولة إسرائيل من أجل إزالة ومحو الوجود الفلسطيني من غزة والضفة الغربية؛ لذلك يجب التعامل مع القضية الفلسطينية بشكل سياسي لضمان حق الفلسطينيين في العيش بحرية وتقرير مصيرهم وعدم الخضوع للسيطرة الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن مقترح الرئيس دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى "غير منطقي" متسائلة كيف لرئيس الدولة الأكثر نفوذا وديمقراطية في العالم بأن يصرح بتلك التصريحات؟ موضحة أنه لم يتم إجبار الفلسطينيين على الخروج من غزة خلال فترة الحرب والإبادة، وعلى ذلك فهم لن يخرجوا الآن، ولا يمكن للرئيس ترامب أن يحرض على ارتكاب جرائم التهجير القسري ولا يملي على الشعب الفلسطيني ما يفعله، معربة عن صدمتها من عدم قيام الدول الغربية بالتصدي لتلك المقترحات والحجج غير المقبولة.
وشددت المقررة الأممية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، على أنه ليس من الصحيح أن نقول إن الحرب في غزة انتهت بعد، فلا يوجد جيشان يتحاربان، ولكن توجد إسرائيل التي لديها وجود غير مشروع في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وتقوم بالقمع والقتل؛ ما يؤدى لوجود المقاومة الفلسطينية، لافتة إلى أن إسرائيل أوقفت القصف العنيف في غزة، ولكنها ما زالت تقتل مئات الأشخاص في الضفة الغربية، وتفجر المباني السكنية، بالإضافة إلى انتهاكات المستوطنين.
