أكدت مصادر أمنية سورية لـ"العربي الجديد" أنّ الغارة التي نفذتها طائرة مسيّرة أميركية أمس الخميس، واستهدفت فيها سيارة على مفرق بلدة باتبو بالقرب من بلدة سرمدا بريف إدلب الشمالي، شمال غربي سورية، أدت إلى مقتل القيادي البارز في تنظيم "حراس الدين" المتشدد خالد الجزراوي، وليس محمد صلاح الزبير الذي أعلنت القيادة المركزية الأميركية تحييده. وقالت المصادر إنّ الجزراوي، واسمه الحقيقي خلاد الجوفي، هو سعودي الجنسية ومن أبرز القادة العسكريين في التنظيم، وكان تعرض سابقاً لإصابات خلال معارك مع قوات النظام السابق أدت إلى بتر إحدى ساقيه.
وجاءت الغارة بعد نحو 72 ساعة من إعلان التنظيم عن حلّ نفسه في ظل التطورات التي شهدتها سورية قائلاً، في بيان، يوم الثلاثاء الماضي، إنّ قراره حلّ نفسه "جاء بناءً على قرار القيادة العامة للتنظيم على اعتبار أنّ مهمته انتهت في سورية مع سقوط نظام بشار الأسد". وأضاف البيان أنّ "أبناء تنظيم قاعدة الجهاد قاموا بنصرة أهل الشام ومساندتهم في إزاحة الظلم عنهم، والانتصار على طاغية من أظلم طواغيت العصر الحديث، ما يُعلن اكتمال مرحلة من مراحل الصراع بين الحق والباطل".
وخرج تنظيم "حراس الدين" إلى العلن، في أواخر فبراير/ شباط 2018، بعد انشقاق عدد من القياديين عن جبهة النصرة عقب إعلانها فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، وتغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام" والذي أصبح لاحقاً "هيئة تحرير الشام". وأعلن "حراس الدين" عن تبعيته لتنظيم القاعدة ليكون بذلك الفرع الأحدث تأسيساً بين الفروع الإقليمية لـ"القاعدة". والتنظيم معروف بتشدده لا سيما لجهة رفضه أي حلول سياسية في سورية، وقد تعرّض لعدة استهدافات من قبل التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة واشنطن في السنوات السابقة، أدت إلى مقتل عدة قياديين فيه.
ويستهدف التحالف الدولي بضربات جوية من يقول إنهم عناصر وقيادات في تنظيمات متشددة في سورية. وكان شخصان قُتلا في 15 يناير/ كانون الثاني الحالي جراء غارة جوية لطيران التحالف الدولي استهدفت سيارتهما في بلدة سرمدا بريف إدلب الشمالي. وأكدت المصادر حينها لـ"العربي الجديد" أن المستهدفين هما محمد فياض الذيبان، من قرية الشيخ إدريس بريف سراقب، ونايف حمود عليوي، من قرية العنكاوي بسهل الغاب، وكانا سابقاً في صفوف تنظيم "داعش" قبل انضمامهما إلى تنظيم "حراس الدين".
