منتدى رياض سيف يعاود نشاطه في دمشق بعد نحو ربع قرن

منذ ٤ ساعات ٧

عقدت اليوم الأربعاء أول جلسة من "منتدى الحوار السوري الديمقراطي - رياض سيف" في مقر المنتدى في ضاحية قدسيا، في ضواحي العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد توقف دام نحو 24 عاماً. وحضر المنتدى نخبة من المثقفين والناشطين السوريين، فيما ركزت المشاركات والمداخلات التي أعقبته على قضايا العدالة الانتقالية في سورية، والخطوات المطلوبة من السلطة والنخب والمجتمع المدني للحفاظ على السلم الأهلي في المرحلة الانتقالية منذ إطاحة نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي.

وجاء في الدعوة التي وجهتها إدارة المنتدى للحضور أن دمشق تشهد اليوم "عودة ربيعها، الذي نرجو أن نعمره ببناء فضاء للتعبير الحر المسؤول يساهم في إعادة بناء سورية كما نحب ونتمنى، لذلك رأينا إحياء جهد أسّسه في ليل الاستبداد البرلماني رياض سيف، أحد الأصوات التي ارتفعت في مملكة الصمت، راجين خلق فسحة لنقاش سوري - سوري بنّاء ومثمر".

ورأى المنظّمون أن الأوضاع المتغيرة في سورية والمنطقة والعالم "تفرض على جميع السوريين يقظة تامة وجهداً متصلاً يضمن أن يسلك البلد سكّة المستقبل بأمان، من خلال ترسيخ دولة المواطنة العادلة، التي تكافئ التضحيات الجسام التي قدّمها السوريون". وتحدث في المنتدى كل من الكاتب والباحث السوري رضوان زيادة، وجمانة سيف، ابنة رياض سيف، وهي حقوقية ومدافعة عن حقوق الإنسان ورئيسة المنتدى، وخولة دنيا الكاتبة والباحثة في قضايا المرأة، والمتحدثة الرسمية للمنتدى. بينما أدار الحوار معتصم السيوفي، مدير منظمة اليوم التالي.

وركز المشاركون على ضرورة "الإسراع في اتخاذ خطوات على طريق العدالة الانتقالية، لأن التأخر في ذلك قد يفسح المجال لقوى أخرى لتأخذ العدالة بيدها، وننتقل من مفهوم العدالة الانتقالية إلى العدالة الأهلية، ما يضيع حقوق أصحاب المظالم، ويوقف الأذى على أبرياء، ومن شأن ذلك إضعاف سلطة الدولة، وضرب السلم الأهلي".

من جهتها، أوضحت رئيسة المنتدى جمانة سيف، لـ"العربي الجديد"، أن "عودة نشاط المنتدى بعد توقفه لأكثر من عشرين عاماً هو حق وواجب لكل السوريين الذين باتوا اليوم يتمتعون بالقدرة على الحراك السياسي، ومناقشة قضايا بلدهم المصيرية". ونفت سيف ما تداوله البعض عن منع السلطات السورية إعادة افتتاح منتدى الحوار الديمقراطي في منزل والدها رياض سيف، وأكدت أن ذلك عار عن الصحة، وأن إدارة المنتدى لم تقدم أصلاً أي طلب بخصوص إعادة الافتتاح أو الترخيص، وقد كان تأجيل الافتتاح بسبب التأخير في إنهاء أعمال الصيانة الضرورية التي تطلبت وقتاً أكثر من المتوقع. 

واللافت حضور شخصيات أجنبية للمنتدى، إلى جانب المثقفين والناشطين السوريين. كذلك حضرته وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات، والتي ألقت كلمة هنّأت فيها السوريين بعودتهم إلى المشاركة في الحياة السياسية. وقد نشط منتدى رياض سيف بين عامي 2000 و2001 في بداية حكم رئيس النظام السابق بشار الأسد، فيما سمّي "ربيع دمشق"، وحاول المثقفون السوريون مناقشة مختلف القضايا العامة، مستغلين رغبة النظام حينذاك في تمرير أجواء من الانفتاح، بغية التمهيد لوصول بشار الأسد إلى سُدَّة الحكم والإيحاء بأن عهداً جديداً من الإصلاحات قد بدأ في تلك المرحلة، لكن السلطات سرعان ما حظرت هذا النشاط، ولاحقت المبادر إليه رياض سيف، الذي اضطر إلى مغادرة البلاد.

قراءة المقال بالكامل