ناقش منتدى قطر للأسواق المالية، في نسخته الثالثة التي عقدت في الدوحة اليوم الأربعاء، تحت شعار "النمو العام ورأس المال الخاص"، تطور الأسواق الإقليمية، والتحسينات في البنية الأساسية للتداول، والنمو السريع للأسواق الخاصة والأصول البديلة، كما ناقش تأثير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في دفع استراتيجيات الاستثمار المستدام. وقال الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال، يوسف محمد الجيدة، إن المنتدى رسخ مكانته منصةً حوارية حيوية تهدف الى تعميق الفهم للاتجاهات الاقتصادية الناشئة والمتعلقة بالأسواق المالية، وتحديد الفرص ومعالجة القضايا المحورية التي تشكل المستقبل الاقتصادي للمنطقة.
وحول شعار النسخة الثالثة من منتدى قطر للأسواق المالية، أكد الجيدة أن الموضوع له أهمية خاصة كونه يبحث المشهد المتطور لأسواق رأس المال سريعة النمو، بما في ذلك التحولات المحتملة في التدفقات والاستراتيجيات والبنية الأساسية. وأشار إلى أن الأسواق المالية تتأثر بعدد من الاتجاهات منها التحول الرقمي والتقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي وأولويات الاستدامة المتطورة والديون العالمية المتزايدة والتوترات الجيوسياسية.
وتحت عنوان "أسواق رأس المال في الشرق الأوسط: تطور التدفقات النقدية والاستراتيجيات والهياكل"، تناولت الجلسة الافتتاحية العلاقة التفاعلية بين أسواق رأس المال والأطر التنظيمية ومرونة المؤسسات المالية، إذ قدمت رؤى وأفكاراً حول النظام المالي المتطور في المنطقة، وركزت جلسة "إفساح المجال للاستثمارات البديلة" على الدور المتنامي للائتمان الخاص ورأس المال الاستثماري والأسهم الخاصة في إعادة تشكيل المشهد الاستثماري الإقليمي. وعقدت مع الشريكة الإدارية في صندوق رأسمال الاستثماري للمناخ، ألكساندرا سويزر، مقابلة خاصة بعنوان" الاستثمار في الكربون"، وتطرقت إلى أهمية الإستراتيجيات المتعلقة بالمناخ، ودورها وإمكاناتها في إعادة تعريف استراتيجيات الاستثمار مع تحقيق أهداف المناخ في الوقت نفسه. كما سلطت المقابلة الضوء على التزام قطر بتعزيز الاستدامة، مؤكدة التقدم الملموس الذي حققته في خلق بيئة صديقة للأعمال تتماشى مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة.
وقال محلل أبحاث هياكل الأسواق لدى بلومبيرغ إنتليجنس، نيكولاس فيليبس، إن المنتدى أتاح هذا العام فرصة قيّمة لمناقشة القوى المحركة الرئيسية لتطور أسواق رأس المال الإقليمية. وأشار إلى أن آخر تحليل لـ"بلومبيرغ" أظهر أن نسبة اهتمام المستثمرين الأجانب بالأسهم المدرجة في أكبر ثلاث دول خليجية وهي (السعودية والإمارات وقطر) قد ارتفعت بنسبة 57% في العام 2023، إذ بلغ إجمالي مشتريات المستثمرين الأجانب من الأسهم المدرجة نحو 750 مليون دولار من متوسط حجم التداول اليومي في عام 2024، أي ما يوازي نحو 30% من متوسط حجم التداول اليومي للدول الثلاث الذي بلغ نحو 2.5 مليار دولار في عام 2024.
وتضمن المنتدى حواراً مفتوحاً مع الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الدوحة، عبد الرحمن بن فهد آل ثاني، بعنوان "استراتيجية التحول لبنك الدوحة ورؤيته لعام 2030" وحوار آخر بعنوان "وجهات نظر القيادة حول الابتكار والمرونة" شارك فيه الرئيس التنفيذي لمجموعة آشمور في المملكة المتحدة، مارك كومبس، وتطرق المنتدى إلى الاستثمارات الرياضية في مقابلة خاصة مع الرئيس التنفيذي لشركة بريميير بادل ومدير الشؤون القانونية والاتصال في شركة قطر للاستثمارات الرياضية، ديفيد سوجدن.
يُشار إلى أن مركز قطر للمال كان قد عقد النسخة الثانية من منتدى قطر للأسواق المالية 2024 تحت شعار "الاتجاهات المؤثرة على مشهد الأسواق الناشئة والبنية التحتية المستدامة والنقل"، وحملت النسخة الأولى 2023 شعارَ "من التمويل المستدام إلى أسواق رأس المال المَدين، الكشف عن الحلول لمستقبل القطاع المصرفي في دولة قطر".
