حذّرت 12 منظمة غير حكومية كبرى، في بيان مشترك أصدرته اليوم الخميس، من أنّ منظومة المساعدات الإنسانية المخصّصة لقطاع غزة "مهدّدة بالانهيار التام" بسبب الحصار المشدّد الذي تفرضه إسرائيل على دخول هذه المساعدات منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي. ويأتي ذلك بعد نحو شهر من استئناف إسرائيل حربها على الفلسطينيين المحاصرين في القطاع، تلك التي كانت قد اندلعت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعد هدنة هشّة لم تدم شهرَين كانت قد بدأت في 19 يناير/ كانون الثاني 2025.
After 18 months of war, a staggering toll on civilians and aid workers, and now a six-week total siege, the humanitarian aid system in Gaza is facing total collapse.
The CEOs of 12 major aid organisations make this urgent plea: let us do our jobs.https://t.co/UI1mNh8wTQ
وناشد ممثلو منظمات "أطباء العالم" و"أوكسفام" و"المجلس النرويجي للاجئين" ومنظمات غير حكومية أخرى: "دعونا نقوم بعملنا"، مشيرين إلى أنّها تواجه "واحدة من أسوأ الإخفاقات في المجال الإنساني في عصرنا". واضطرّت كلّ المنظمات غير الحكومية تقريباً إلى تعليق مساعداتها أو تخفيضها بصورة كبيرة في قطاع غزة المحاصر، منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي، بحسب ما ذكرت المنظمات التي تستند إلى استطلاع شمل 43 منظمة غير حكومية تقدّم المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة.
وأوضحت المنظمات، في بيانها، أنّ "كلّ واحد من أهالي قطاع غزة يعتمد على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء. لقد جرى قطع شريان الحياة هذا تماماً مذ فرضت السلطات الإسرائيلية حصاراً على دخول المساعدات في الثاني من مارس". أضافت: "لدينا إمدادات جاهزة. ولدينا طاقم طبي مدرّب. ولدينا الخبرة اللازمة. ما ينقصنا هو الوصول، أو ضمانات من السلطات الإسرائيلية بأنّ طواقمنا قادرة على القيام بعملها بأمان".
ودعت المنظمات المذكورة "كلّ الأطراف إلى ضمان سلامة موظفينا والسماح بالوصول الآمن ومن دون عوائق للمساعدات إلى قطاع غزة عبر كلّ المنافذ"، مضيفةً: "ونطلب من قادة العالم رفض أيّ قيود جديدة". يُذكر أنّ إسرائيل قتلت نحو 400 عامل في المجال الإنساني و1300 عنصر في الطواقم الصحية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بحسب ما بيّنت المنظمات غير الحكومية نقلاً عن حصيلة للأمم المتحدة.
وبالتزامن مع ناقوس الخطر الذي دقّته المنظمات غير الحكومية اليوم وسط حظر إسرائيل إدخال الأغذية والأدوية والإمدادات الأخرى الأساسية إلى قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ستة أسابيع، ذكرت الأمم المتحدة أنّ أهالي غزة بمعظمهم بالكاد يتمكّنون من تناول وجبة واحدة مع تراجع المخزونات، فيما يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنّ الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يزيد عددهم على مليونَي شخص، بمعظمهم، يعتمدون في الوقت الراهن على المطابخ الخيرية التي لا يمكنها سوى إعداد مليون وجبة فقط في اليوم، علماً أنّ الوجبات تتألّف بصورة رئيسية من الأرزّ أو المعكرونة، ولا تحتوي على خضراوات طازجة ولا لحوم.
As atrocities and the aid blockade continue in #Gaza, hundreds of thousands of people are being repeatedly displaced.
Shelters are overcrowded. People are left with nothing.
"A message to the whole world," pleads one Palestinian woman: "Open the crossings for us." Watch. 🔽 pic.twitter.com/0q5MINwQaA
في سياق متصل، كانت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد حذّرت، قبل أسبوع، من أنّ كلّ يوم يمرّ على قطاع غزة من دون طعام يدفع نحو أزمة جوع حادة، من المتوقّع أن تكون انعكاساتها خطرة على أكثر من مليونَي شخص يعانون من الحصار والجوع في ظلّ استئناف إسرائيل حربها على أهلّ القطاع. كذلك، أفادت أونروا بأنّ الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون من "آثار مدمّرة" نتيجة مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر أمام دخول المساعدات والإمدادات التجارية إلى القطاع المحاصر.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)
