كشفت مصادر عائلية أن منفذ عملية "حاجز تياسير"، التي وقعت يوم أمس الثلاثاء، وأدت لمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 8 آخرين بجراح متفاوتة، هو الشهيد محمد جمال دراغمة، المعروف بـ"محمد الجغل"، شقيق مؤسس "كتيبة طوباس" الشهيد أحمد دراغمة. ونشر شقيقه كمال دراغمة على صفحته عبر "فيسبوك" صورة "محمد"، مؤكداً أنه "منفذ العملية، وقد التحق بأخيه أحمد"، وكتب "يا أحمد استقبل محمد".
من جهتها، قالت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين، في بيان "إن الشهيد محمد دراغمة، كان معتقلاً سياسياً سابقاً لدى أجهزة السلطة، حيث قضى أكثر من 154 يوماً في سجن أريحا المركزي، وتعرض خلالها للتعذيب قبل أن يجري الإفراج عنه بتاريخ 26 نوفمبر /تشرين الثاني 2024". يُذكر أن أحمد دراغمة الملقب بـ"الجغل" قد استشهد في 27 فبراير/شباط من العام الماضي، باشتباك مسلح، خلال اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة طوباس شمال الضفة الغربية.
وحسب المصادر، فقد عمد أحمد إلى تشكيل "كتيبة طوباس"، حيث شارك في التصدي ورفاقه المقاومون للاحتلال بكل اقتحاماته، وكان قد رفض دراغمة عدة عروض إسرائيلية لتسوية ملفه الأمني وتسليم سلاحه عن طريق السلطة الفلسطينية، وأصر على مواصلة القتال حتى استشهد، وكان قد تعرض في 18 أغسطس/آب 2022، لاعتقال لدى السلطة، وذلك بعد عام من اعتقاله على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وكان لاعتقال أحمد دراغمة في سجون الاحتلال أواسط عام 2021، أثر بالغ في صقل شخصيته، وصولاً إلى تحرره وانخراطه في "كتيبة طوباس" التي ضمّت نخبة من الشبان، معظمهم من الأسرى المحررين من سجون الاحتلال، لتجد صداها سريعاً في مخيم الفارعة، الذي شهد أيضاً انخراط مقاوميه في العمل المسلح.
ولاحقاً، توسّعت الكتيبة، وضمت عناصر من "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وعناصر لا ينتمون لفصيل بعينه، وشكل ذلك عامل قوة واستمرارية للكتيبة. ونفذ مقاتلو "كتيبة طوباس" عدة عمليات نوعية، تنوعت ما بين إطلاق نار استهدفت الحواجز المحيطة بمحافظة طوباس، وخاضوا اشتباكات مسلّحة عنيفة في كل اقتحام للمدينة أو المخيم أو القرى المحيطة.
وبالفعل، شكّلت طوباس وريفها بما يشمل مخيم الفارعة للاجئين الفلسطينيين الواقع إلى الجنوب منها، خلال العامين الأخيرين، حالة مقاومة صلبة، مع بروز عدّة تشكيلات مسلّحة من مختلف الفصائل الفلسطينية فيها، على غرار ما جرى في جنين وطولكرم ونابلس وغيرها من محافظات الضفة الغربية. وتتعرّض الكتائب الناشطة في طوباس وريفها تحديداً في بلدتي طمون وعقابا لملاحقة مستمرة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، حيث عملت على اعتقال عدد من المقاومين، أو اعتقال ذويهم للضغط عليهم لتسليم أنفسهم.
وعملت عناصر السلطة على تفكيك عدد كبير من العبوات الناسفة التي وضعتها المقاومة الفلسطينية في طريق دوريات جيش الاحتلال التي تقتحم طوباس ومحيطها، وكان آخرها إعلان جهاز الشرطة الفلسطينية عن إبطاله مفعول عدد من العبوات في بلدة طمون، قبل يوم واحد فقط على اجتياح قوات الاحتلال كامل البلدة، وفرض منع التجول عليها خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ خمسة أيام.
وتبلغ مساحة محافظة طوباس والأغوار 366 كيلومتراً مربعاً، ما يفوق مساحة قطاع غزة، ونظراً لارتباطها الجغرافي بالأغوار الفلسطينية الشمالية تحديداً، باتت محط أطماع المستوطنين، بدعم كامل من حكومات الاحتلال المتعاقبة، التي أقامت في محيط طوباس والأغوار عشر مستوطنات، فيما تنتشر فيها أيضاً مراكز لجيش الاحتلال وساحات للتدريب والرماية.
