مهاجرون في المكسيك يسعون للعودة إلى ديارهم وسط حملة ترامب الصارمة

منذ ٥ ساعات ١٤

أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأنّ حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصارمة على المهاجرين صاحبها تزايد في عدد هؤلاء في المكسيك الذين يسعون للعودة إلى أوطانهم بعدما كانت وجهتهم الولايات المتحدة الأميركية. وأظهرت بيانات هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّها تلقّت في يناير/ كانون الثاني 2025 وفبراير/ شباط منه 2,862 طلباً في إطار برنامجها الخاص بالمساعدة في العودة الطوعية، ما يعادل أكثر من ثلاثة أمثال الطلبات المسجّلة في الفترة نفسها من عام 2024.

ويكشف هذا العدد القياسي من الطلبات المقدّمة إلى المنظمة الدولية للهجرة، الذي لم يُبلّغ عنه سابقاً، عن تداعيات حملة ترامب واسعة النطاق على الهجرة، التي خلّفت آلافاً، إن لم يكن عشرات آلاف، من المهاجرين العالقين في المكسيك. ويُعَدّ هذا أوّل دليل قاطع على تحوّل في مواقف المهاجرين الذين كانوا يرون أنّ الفرص المتاحة في الولايات المتحدة الأميركية تستحقّ المخاطرة التي تنطوي عليها الرحلة شمالاً. ويتوافق هذا التحوّل مع أرقام حديثة أخرى تُظهر انخفاضاً كبيراً في وقائع اعتقال المهاجرين عند حدودها الجنوبية مع المكسيك.

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة في المكسيك ألبرتو كابيثاس إنّهم تلقّوا في الشهرَين الماضيَين طلبات من مهاجرين يسعون للعودة إلى كولومبيا والإكوادور وغواتيمالا وهندوراس وفنزويلا ودول أخرى، من دون أن يُفصّل أسباب هذه الزيادة. أمّا الباحث في مركز "كوليف" المكسيكي للأبحاث إسرائيل إيبارا فقال إنّ هذه الزيادة تعكس المحدودية الكبيرة للمسارات القانونية التي يواجهها المهاجرون العالقون في المكسيك، مضيفاً أنّ "لا خيارات متاحة أمامهم".

وكان ترامب قد اتّخذ، ابتداءً من 20 يناير الماضي، تاريخ تسلّمه ولايته الرئاسية الثانية، سلسلة إجراءات ترمي إلى الحدّ من الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، من بينها فرض حظر شامل على طلبات لجوء المهاجرين عند الحدود الجنوبية، وإنهاء عدد من المسارات القانونية لدخول المهاجرين إلى البلاد. يُذكر أنّ مهاجرين كثيرين في المكسيك حاولوا عبور الحدود إلى الولايات المتحدة الأميركية قبل أن يتولّى ترامب مهامه رسمياً.

في سياق متصل، نشرت الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك آلاف الجنود عند حدودهما الممتدّة على 3100 كيلومتر منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض وإعلانه فوراً "حالة طوارئ" على الحدود. ويبدو أنّ الجهود تؤتي ثمارها؛ فقد أبلغت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية عن انخفاض بنسبة 65% في عمليات اعتراض مهاجرين في يناير الماضي مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024.

(رويترز، العربي الجديد)

قراءة المقال بالكامل