السويس - حسام الدين أحمد:
وحيدًا وسط الصخور والحجارة، جروح رأسه أغرقت وجهه بالدماء، لا يقوى على تحريك أطرافه. كانت الدقائق تمر، بينما بالكاد يحرك عينيه، ينظر إلى ذلك المكان المرتفع الذي يبعد عنه مئات الأمتار، هناك كان يقف يلتقط صورًا حيث تجاوز حاجز الطريق فوق جبل الجلالة.
من مكان يرتفع أكثر من 700 متر فوق سطح البحر، شاهد "لؤي" تلك الإطلالة الساحرة على خليج السويس. مزج الطبيعة بين الجبل، تتلألأ منه خيوط قرمزية في أشعة الشمس، ومياه البحر الزرقاء الصافية. مشهد أسر عقله حتى اقترب من نقطة الخطر المفاجئ عند حافة الجبل، خانته قدماه فانزلقت، لتدفعه الجاذبية إلى أسفل المنحدر الجبلي، حيث استقر جسده.
كان رفيقه أكثر منه حرصًا، سيطر على أعصابه واتصل بالإسعاف، حيث وجه الدكتور مينا فوزي، مدير فرع هيئة الإسعاف بالسويس، سيارة من أقرب نقطة تمركز.
استغرق الإسعاف أقل من 10 دقائق للوصول إلى مكان البلاغ، لكن مهمة النقل إلى المستشفى ستستغرق عدة ساعات.
وصل رجال الإسعاف فشاهدوا المنحدر الشديد إلى أسفل الجبل. بحسبة بسيطة للاحتمالات، أدركوا أن نزولهم للمنحدر هكذا دون معدات ووسائل أمان يعني أن مصيرهم سيكون إلى جوار الشاب.
جرى التواصل مع مدير الإسعاف بالسويس، فنسّق مع الحماية المدنية وشرطة النجدة والمرور والجهات المعنية لانتشال الشاب من المنحدر.
استعان فريق الإنقاذ البري من الحماية المدنية بمعدات وحبال لنزولهم والمسعفين إلى الشاب المصاب.
