مواجهة بين أرامكو السعودية ووكالة الطاقة الدولية في "سيرا ويك"

منذ ٣ ساعات ٩

مع اقتراب مؤتمر "سيرا ويك  2025" السنوي للطاقة في هيوستن تكساس من نهايته، ألقى كبار المسؤولين التنفيذيين والوزراء آراءهم حول مسار قطاع النفط والغاز العالمي. وكان من أبرز أحداث المؤتمر المواجهة بين الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر، والمدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، وتباين وجهات نظرهما حول مستقبل صناعة النفط العالمية، وفق تقرير بنشرة "أويل برايس" مساء الخميس.

وفي المؤتمر، أصرّ الرئيس التنفيذي لأرامكو على وجود "عيوب جوهرية" في عملية التحول في مجال الطاقة بعيداً عن الوقود التقليدي، قائلاً: "لذا، لا أُولي اهتماماً يُذكر للتوقعات التي تزعم أن العام المقبل سيشهد ذروة هذا أو ذاك"، في انتقاد مُبطّن لوكالة الطاقة الدولية التي توقعت بلوغ الطلب على النفط ذروته بحلول نهاية العقد الحالي.

وفي دفاعها عن نفسها، تقول وكالة الطاقة الدولية إن ذروة الطلب على النفط لا تعني بالضرورة انخفاضًا سريعًا وشيكًا في استهلاك الوقود الأحفوري، مضيفةً أنه من المرجح أن يتبعها "هضبة متموجة من الانخفاضات تستمر لسنوات عديدة". وفي الواقع، كرّر فاتح بيرول هذا الموقف في تصريحاته خلال مؤتمر هيوستن، حيث قال إن الاستثمارات في حقول النفط والغاز الحالية لا تزال ضرورية لمواجهة الانخفاضات الطبيعية الحادة.

وبينما فسّر بعض المحللين هذا على أنه "تغيير جذري، يهدف إلى إرضاء ترامب وأجندته في الحفر والتنقيب، لم تدع وكالة الطاقة الدولية في الواقع قطُّ إلى إنهاء الاستثمارات في النفط والغاز في المنبع"، وذلك وفق التقرير. و"حتى مع انخفاض الطلب على الوقود الأحفوري، ستظل تحديات أمن الطاقة قائمة، إذ إن عملية التكيّف مع أنماط الطلب المتغيرة لن تكون بالضرورة سهلة أو سلسة. على سبيل المثال، لا تُلغي ذروة الطلب التي نشهدها بناءً على سياسات اليوم الحاجة إلى الاستثمار في إمدادات النفط والغاز، نظرًا إلى مدى حدة الانخفاضات الطبيعية في الحقول الحالية"، وفقًا لما ذكرته وكالة الطاقة الدولية في تقريرها "توقعات الطاقة العالمية لعام 2023". 

وهدد المشرعون الجمهوريون في الكونغرس الأميركي بإعادة تقييم تمويل وكالة الطاقة الدولية، متهمين إياها بأنها أصبحت "مشجعة للتحول في مجال الطاقة".

ومع تزايد زخم التحول العالمي في مجال الطاقة، وضعت مئات الشركات خططًا لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بينما تعهدت الشركات الأكثر طموحًا بتحقيق صافي انبعاثات صفرية. في ظل هذه الخلفية، تجد شركات النفط الكبرى نفسها في مأزق، حيث تتعرض لضغوط للانضمام إلى مكافحة تغير المناخ في وقت لا يزال فيه الطلب على سلع الطاقة التي تنتجها مرتفعًا. وليس من المستغرب أن يبتكر الكثيرون طرقًا جديدة لتحسين أدائهم من دون التخلي عن أعمالهم التقليدية. وأرامكو السعودية ليست استثناءً، فقد كشفت عن خططها للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 من دون المساس بإنتاج النفط والغاز.

ويقول التقرير: "خلال زيارة نادرة لمجلة فورتشن استمرت يومين في مايو الماضي، كشفت أرامكو، أكبر شركة للوقود الأحفوري في العالم، عن عشرات المشاريع البحثية الجارية في مقرها الرئيسي بالظهران، التي تعتقد الشركة أنها ستساعدها في مواجهة تغير المناخ، حتى مع ضخها نحو 9 ملايين برميل نفط يوميًّا". وتقول أرامكو إن ابتكاراتها التكنولوجية قادرة على خفض انبعاثات الكربون من كل برميل نفط تنتجه بنسبة 15% بحلول عام 2035، أي ما يعادل 51.1 مليون طن من الكربون سنويًّا.

ووفق التقرير، يقول أشرف الغزاوي، نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والتطوير المؤسسي: "لا نرى أي تناقض. إن مكافحة الانبعاثات من مصادر الطاقة التقليدية خيار عملي للغاية". من جانبه، قال أحمد الخويطر، نائب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا والابتكار في أرامكو، لمجلة فورتشن: "نحتاج إلى جميع مصادر الطاقة لتلبية النمو في الطلب، وهو نمو هائل في العالم النامي:. وتابع أن "الركيزة الأساسية لاستراتيجيتنا وتقنيتنا هي الكفاءة وتحسين إنتاجنا الحالي".

قراءة المقال بالكامل