موجات حر تهدد سواعد المغرب ومحاصيله

منذ ٧ ساعات ١٣

تثقل درجات الحرارة المرتفعة التي يشهدها المغرب في الأيام الأخيرة على منتجي الخضر والفواكه ومربي الدواجن في الدولة التي عانت على مدار السنوات الماضية من جفاف قاسٍ هوى بمحاصيل الحبوب تحديداً ودفعها لتكثيف الاستيراد.

وتوالت في الأيام الأخيرة النشرات الإنذارية الصادرة عن مديرية الأرصاد الجوية، إذ تنبئ بارتفاعات قياسية في درجات الحرارة في بداية الصيف. فقد تجاوزت درجات الحرارة القصوى 40 درجة في عدة مناطق، وهو مستوى يتعدى المستوى الموسمي.

ويؤكد محمد أولحاج، المزارع في منطقة الأطلس الكبير شمال البلاد، أن هذه الفترة تشهد في المعتاد جني فواكه مثل الكرز، ما يدفع المزارعين إلى تسريع عملية الجني بهدف تفادي تضرر تلك الفاكهة بدرجات الحرارة المرتفعة وزخات الأمطار المتوقعة، مشيراً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تعقبها في بعض الفترات زخات مطرية في المساء. ويضيف أن المزارعين والعمال الزراعيين يشرعون في الجني في الصباح الباكر بغية التوقف عن العمل في منتصف النهار عندما تصل درجات الحرارة إلى ذروة ارتفاعها.

بدوره، يقول محمد الهاكش، الخبير في القطاع الزراعي والرئيس السابق لاتحاد الجامعة الوطنية للزراعة، إن التغيرات المناخية التي لم يسلم منها المغرب في الشتاء والصيف تؤثر بشكل كبير على المحاصيل التي لم تعد تخضع لمسار زراعي سلسل.

كما يزيد ارتفاع درجات الحرارة الضغط على منتجي الحمضيات في المغرب، إذ يتوجّب عليهم تكثيف السقي بسبب إنقاذ تلك الزراعة، وذلك في سياق متسم بقلة الموارد المائية والمالية بسبب الجفاف الذي شهده المغرب في الأعوام الأخيرة.

يحدث ذلك في وقت أكدت فيه الفيدرالية البيمهنية المغربية للحوامض أن الجفاف أفضى إلى فقدان حوالي ثلث المساحة المحتضنة للحمضيات، معبرة عن الأمل في الاستفادة من البرامج المرتبطة بالماء التي انخرط فيها المغرب والتي تهم بشكل خاص تحلية مياه البحر والطرق السيارة للماء.

وطاولت المخاوف أيضاً منتجي الخضر من موجات الحر الشديدة التي ينتظر أن تؤثر على البساتين، ما يدفع إلى التعويل من قبل المزارعين على تكثيف السقي في بعض المناطق التي تعرف زراعة الخضر الصيفية. ويشير محمد الإبراهيمي، نائب رئيس منتجي بذور الحبوب، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن زراعات أخرى تتأثر بارتفاع درجات الحرارة، منها أشجار الزيتون والعنب التي تعد أكثر حساسية لارتفاع درجات الحرارة.

ولا تقتصر تداعيات ارتفاع درجات الحرارة على القطاع الزراعة وإنما قطاع تربية الدواجن، إذ تؤثر على الوزن المتوسط للدجاج، ما ينعكس سلباً على إيرادات المربين، الذين قد يشهدون نفوق جزء من الدواجن في الضيعات، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق.

كما تربك موجات الحر آليات العمل في البلد، وفق الهاكش، إذ إن الحرارة التي تتجاوز المعدل الموسمي بحوالي 20 درجة مئوية في بعض المناطق، ترفع الضغط على العمال الزراعيين، حيث يحرص أصحاب الضيعات على جني بعض الخضر والفواكه التي قد تتعرض للتلف جراء الحرارة. ويشير الهاكش إلى أن العمال الزراعيين والعاملات يعانون أكثر من ارتفاع درجات الحرارة عندما يعملون في البيوت البلاستيكية في الضيعات. ويلفت إلى أن بروتوكولات العمل لم تستحضر هذه التغيرات التي تطرأ على درجات الحرارة، على الرغم من أن بعض الضيعات تأخذ بعين الاعتبار هذه التغيرات في درجات الحرارة، حيث تنظم، في بعض الأحيان، مواقيت العمل على مدى اليوم، بما يخفف عبء ضغط الطقس عن العمال.

قراءة المقال بالكامل