أكد مسؤولون عن حماية المستهلك وتجار في السوق التونسية، استمرار أزمة أسطوانات الغاز المنزلي بالبلاد، وسط توقعات بوصول موجة برد جديدة خلال الأسبوع الجاري. وفي بداية يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت تونس تزودها بأكثر من 22 ألف طن من الغاز المنزلي من الجزائر، لمواجهة حاجات متصاعدة لاستهلاكه، بسبب موجة البرد التي تعيشها البلاد خلال فصل الشتاء.
ورغم وصول البواخر المحمّلة بالغاز الجزائري، لا تزال أزمة التزود بأسطوانات الغاز متصاعدة، حيث يتداول رواد شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لطوابير طويلة للتزود بالغاز، فيما ينشر آخرون نداءات لمعرفة أين تباع تلك الأسطوانات. ومنتصف يناير الماضي، واجهت البلاد موجة برد قاسية، هبطت خلالها درجات الحرارة إلى الصفر، ودونه في المناطق التي هطلت بها الثلوج التي تمتد من القصرين جنوباً إلى طبرقة شمالاً على الحدود التونسية الجزائرية. المدير العام للشركة الوطنية لتوزيع البترول "عجيل"، خالد بالتين، قال، الأربعاء الماضي، لوكالة الأنباء التونسية، إنّ ثلاث بواخر محمّلة بالغاز المسال سترسو تباعاً هذا الأسبوع بالموانئ التجارية التونسية.
وضع صعب في مختلف المناطق
محمد المنيف، رئيس غرفة مزودي أسطوانات الغاز المنزلي التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، اعتبر أنّ "الأزمة كبيرة في أماكن من البلاد أكثر من غيرها". وأضاف المنيف، في تصريحات لوكالة الأناضول، أنّ "هناك أماكن انفرجت فيها الأزمة، وهناك أماكن لا تزال وضعيتها صعبة مثل سوسة (شرق) ونابل (شمال شرق) والحمامات وتونس الكبرى (ولايات تونس وبن عروس وأريانة ومنوبة)".
وتابع المنيف: "في تونس الكبرى الوضع صعب، ولا يتم التوزيع إلا بحضور الأمن بسبب الطلب المتزايد، ولتجنّب أي إشكالات مع السكان". وأوضح أنّ "الذي جعل الوضع صعباً، هو أنّ أحد مراكز تعبئة أسطوانات الغاز الموجه للاستعمال في ميناء رادس (الضاحية الجنوبية للعاصمة) تعرّض لعطل... إنه ينتج 35 ألف أسطوانة في اليوم، ومع موجة البرد وارتفاع الاستهلاك حدثت الأزمة".
وقال: "عندما تتأخر باخرة عن مركز معين لتعبئة أسطوانات الغاز، فإن أزمة في الإنتاج والتعبئة تطرأ... في هذه الفترة نحتاج 180 ألف أسطوانة غاز و200 ألف في اليوم، وعندما تنقص 35 ألف أسطوانة فهو رقم كبير". وتابع المنيف: "في مركز التعبئة في رادس هناك انتظار كبير للشاحنات لتعبئة الأسطوانات بمعدل 75 ألف قارورة يومياً... الخروج من هذه الأزمة يتطلب بعض الوقت وبعض الدفء".
موجة البرد ضاعفت أزمة نقص أسطوانات الغاز المنزلي
وقال رئيس منظمة إرشاد المستهلك (مستقلة) لطفي الرياحي، إنّ "الإشكال في أنّ عدم توفر أسطوانات الغاز جاء في ظرف تميزت ببرودة الطقس وكثرة الطلب... ونحن ليس لدينا مخزون استراتيجي". وأضاف الرياحي لـ"الأناضول": "وقع تفادي النقص بجلب ثلاث بواخر للغاز لثلاث مناطق بالشمال والوسط والجنوب، لكن الأزمة أنّ الطلب أكثر من العرض وهناك صفوف شاحنات للتزود وصفوف أناس تنتظر قوارير الغاز، فالأزمة موجودة".
وبحسب تقديرات الرياحي: "الأزمة ستُحل خلال الأسابيع القادمة على ضوء البواخر القادمة من الجزائر، مع العلم أنّ الطقس بارد خاصة في الشمال حيث يزيد استعمال الغاز". من ناحيتها، قالت نائبة رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك ثريا التباسي: "الأزمة اشتدت في الأسبوع ما قبل الماضي رغم أنّ البلاد تتوفر على ثلاث محطات لتعبئة أسطوانات الغاز... محطة بنزرت ومحطة غنوش قابس (جنوب شرق) ومحطة رادس". وأضافت التباسي: "مكاتبنا الجهوية رصدت أن هناك مشقة للتونسي ومعاناة للبحث عن أسطوانة غاز لمواجهة موجة البرد".
وتابعت أن "من أهم أسباب ذلك تعطل باخرة في ميناء رادس وتعطل محطة التعبئة في بنزرت، إلى جانب كثافة استعمال التونسي لأسطوانات الغاز في فترة الذروة، مع موجة البرد والظروف المناخية الصعبة التي تجعل التوجه لاستغلال الغاز المنزلي كثيفاً".
(الأناضول)
