أدانت النائبة العمالية إميلي ثورنبيري التصوير السري لوفد برلماني بريطاني خلال زيارة للكنيست الإسرائيلي، واصفةً الحادثة بأنها غير مقبولة وطالبت بالتحقيق فيها. وخلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم عقدت يوم الثلاثاء، أثارت ثورنبيري القضية مع وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية هاميش فالكونر، متسائلةً عما إذا كان هذا السلوك مقبولاً في المملكة المتحدة. وتساءلت: "هل تتوقع، يا معالي الوزير، لو زار وفد برلماني مجلس العموم، أن يُصوَّر الوفد بالفيديو دون علمهم أو موافقتهم؟".
وأجاب فالكونر بأن مثل هذا الحدث "غير مألوف للغاية" في وستمنستر. وألحّت ثورنبيري أكثر، مشيرةً إلى أن الفيديو لم يُصوَّر دون موافقة فحسب، بل نُشر علناً أيضاً. "لقد نُشر على إنستغرام، بل وأُبلغ، لنقل، صحيفة ديلي تلغراف بعبارات مهينة".
وكشفت النائبة التي شغلت عدداً من المناصب داخل حزب العمال أن اللقطات التي تُظهر أعضاء الوفد وهم يلتقون بنائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هاسكل، نُشرت دون علمهم قائلة: "بالتأكيد لم نكن على علم بتصويره، وافترضنا بالطبع أنه لن يحدث أبداً. ويجب أن أقول إنني علمت به للتو، وإن وصفت غضبي بأنه مبالغ فيه".
وصفت ثورنبيري أجواء الاجتماع في الكنيست، مشيرةً إلى أن بعض الأعضاء كانوا "مستفزين للغاية" و"وقحين للغاية". وأصرت على أن الوفد البريطاني حافظ على رباطة جأشه، لكنها اعتبرت التسجيل السري تجاوزاً للحدود. وقالت: "أطلب من وزارة الخارجية التحقيق في هذا الأمر، من فضلكم، ومعرفة سبب حدوثه، ومن اتخذ القرار، وطلب حذفه والاعتذار".
وأكد فالكونر، الذي فوجئ بهذا الكشف، للجنة أنه سينظر في الأمر ويقدم تقريراً. "من الواضح أنها المرة الأولى التي أسمع فيها عن ذلك. سأبحث فيه وأعود إلى اللجنة".
وبحسب ما ورد، تضمن الفيديو، الذي نشرته نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هاسكل في حسابها إنستغرام، تبادلاً للآراء، حيث سألت ثورنبيري عما إذا كانت تفهم "التاريخ المؤسف" للممارسات الديمقراطية في الأراضي الفلسطينية وما إذا كانت تحدثت إلى سكان الضفة الغربية حول كيفية تصويتهم.
يظهر في مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته 55 ثانية وصُوّر من زاويتين مختلفتين، نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية هاسكل التي بدا عليها بعض الغضب وهي تسأل ثورنبيري إن كانت ستزور الضفة الغربية إذا أُجريت انتخابات هناك غداً.
ثم قاطعت هاسكل ثورنبيري بعد بدء إجابتها قائلةً: "الحقيقة هي أنه لا توجد انتخابات لأن حماس ستتولى السيطرة في اليوم التالي. إذا وافقنا بأي شكل من الأشكال على حل الدولتين، فإن السلطة الفلسطينية ستتولى السيطرة على غزة، وستعود إلى أيدي حماس. لذا، فإن الحقيقة هي أنكم تطلبون مني إعادة غزة إلى حماس".
ثم ينتقل الفيديو (الذي حذف لاحقاً من صفحتها في إنستغرام) إلى زاوية مختلفة لهاسكل حيث تقول: "عندما يأتي الناس ويخبروننا بأن عليكم تطبيق حل الدولتين الآن، فهذا يعني بالنسبة لنا أنكم تعيدون السيطرة إلى حماس. وهذا أمر لن نقبله".
وفي مقابلة مع صحيفة ديلي تلغراف البريطانية قبل ثلاثة أيام، زعمت هاسكل أن هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ارتكبت 80 خطأً بحق إسرائيل، ودعت الجهات التنظيمية البريطانية للتحقيق في الأمر، فيما وصفت المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في لندن بأنها مسيرات تأييد لحماس وللاغتصاب على حد قولها. وشنت هجومها على المنظمات النسوية البريطانية لعدم الخروج في مظاهرات ضد ما زعمته حالات الاغتصاب التي حصلت في السابع من أكتوبر 2023.
