ناج من تفجير كنيسة مار إلياس يروي لحظات الرعب

منذ ٤ ساعات ٢٥

أدى مسيحيو منطقة الدويلعة، إلى جانب مصلين من مختلف أنحاء العاصمة السورية دمشق، صلواتهم، صباح اليوم الاثنين، في كنيسة مار إلياس، التي شهدت، أمس الأحد، تفجيراً إرهابياً أودى بحياة 25 شخصاً وأصاب 63 آخرين، بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة السورية.

شهادة من قلب الحدث

ميلاد حلاق، أحد مرتلي الكنيسة، روى لحظات الرعب، لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "في البداية سمعنا صوت إطلاق رصاصتين من الخارج، لكننا واصلنا الصلاة. فجأة، بدأ إطلاق نار مباشر على الكنيسة، ثم دخل شخص يرتدي عمامة وحزاماً ناسفاً. حاول بعض المصلين منعه والسيطرة عليه، وتمكنوا من إسقاطه أرضاً، لكنه فجّر نفسه. اليوم جئنا لنقول: لن نخاف. سنصلي، وسنبقى صامدين. من يريد زرع الفتنة لن ينجح، لأننا نحب بعضنا بعضاً منذ آلاف السنين".

صلاة على جراح الوطن

رغم الألم، امتلأت الكنيسة بالشموع والصلوات، تعبيراً عن تحدي الخوف ورفض الفتنة. في مشهد موحد، جاء المصلون ليؤكدوا أن الدم السوري واحد، وأن الإرهاب لن ينجح في تفريق أبناء الوطن. وقال السوري إسماعيل هزيم البديوي لـ"العربي الجديد": "نحن في سورية لا نُفرّق بين مسلم ومسيحي. هذا التفكير لم يخطر ببالي يوماً، ولا في قلب أي سوري. من دخل الكنيسة وقتل المصلين كان هدفه زرع الفتنة، لكننا أقوى من ذلك. أرجو ألا تتكرر مثل هذه الجرائم. نحن أبناء بلد واحد، لا فرق بيننا".

من جهتها، قالت الفنانة التشكيلية سحر النواقير: "لا أحد يعرف تماماً ما الذي جرى. فجأة وقع الانفجار، والجميع ما زال مذهولاً. جئنا اليوم لنصلي معاً. هذه الكنيسة كنيستنا، وأهلها جيراننا. أحبك يا وطني، ترابك مروي بدماء الشهداء والقديسين، من السيد المسيح إلى كل من ضحى لأجلك. نريد السلام، وقد عشنا فيه طويلاً، وسنصلي ليبقى دائماً".

أما أم داني، وهي من سكان منطقة كشكول، فقالت: "المسيح قام، حقاً قام. ألف رحمة على أرواح من سقطوا بالأمس. لا نستحق ما يحدث لنا. نحن شعب واحد، مسلمون ومسيحيون وشيعة ودروز وأكراد، لم نعرف الطائفية يوماً. التفجير كان يستهدف وحدتنا، لكنه فشل. كنائسنا ستبقى مفتوحة، للجميع، مسلمين قبل المسيحيين. جئنا لنشعل شمعة ونطلب من الرب أن يحمي بلدنا".

توقيف المتورطين

وفي تطور أمني لافت، أعلنت وزارة الداخلية السورية، مساء الاثنين، أنها وبالتعاون مع جهاز الاستخبارات، تمكّنت من القبض على متزعم خلية تنظيم "داعش" التي تقف خلف تفجير كنيسة مار إلياس. كما ألقي القبض على عدد من عناصر الخلية، وجرى ضبط أسلحة ومتفجرات خلال مداهمات في منطقتي حرستا وكفربطنا بريف دمشق.

قراءة المقال بالكامل