اقتحم نحو 200 ناشط ومناصر في منظمة يهودية أميركية مؤيّدة للفلسطينيين برج "ترامب تاور" في مدينة نيويورك، اليوم الخميس، متّهمين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقمع حرّية التعبير، وطالبوا بإطلاق سراح الناشط الفلسطيني محمود خليل الذي اعتُقل أخيراً والمهدّد بالترحيل. وارتدى المحتجّون قمصاناً حمراء كُتب عليها بالأبيض، في إشارة إلى شعار ترامب "لنجعل أميركا عظيمة من جديد"، واقتحموا البرج الخاضع لحماية مشدّدة والواقع في منطقة مانهاتن، رافعين لافتات ومطلقين شعارات مناوئة لصاحب البرج، وذلك بمبادرة من منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" (جويش فويس فور بيس).
As Jews, we are taking over the Trump Tower to register our mass refusal. We will not stand by as this fascist regime attempts to criminalize Palestinians and all those calling for an end to the Israeli government’s US-funded genocide of the Palestinian people. And we will never… pic.twitter.com/t2Ql8qRBgw
— Jewish Voice for Peace (@jvplive) March 13, 2025وهتف محتجّون: "حاربوا النازيين وليس الطلاب" قبل أن يتعرّضوا للتوقيف، وفقاً لما نقله مراسلو وكالة فرانس برس، لكنّ شرطة نيويورك لم تؤكّد بعد عمليات التوقيف. وذكر "الطلاب" في الهتاف يأتي في إشارة إلى محمود خليل الذي تخرّج أخيراً من جامعة كولومبيا في نيويورك، والذي كان من قادة الاحتجاجات الطالبية في الجامعات الأميركية المندّدة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمتضامنة مع الفلسطينيين. كذلك فإنّ ترامب توعّد الطلاب الأجانب المؤيّدين للفلسطينيين الذين نشطوا في خلال الحرب على غزة بالاعتقال، متّهماً إياهم بأنّهم يدعمون الإرهاب ومعادون للسامية ولأميركا.
وتحرّك منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" أتى رداً على اعتقال محمود خليل الذي يُعَدّ وجهاً بارزاً في التظاهرات المؤيّدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا العريقة، علماً أنّ ذلك أثار صدمة واستنكاراً في أوساط المدافعين عن حرية التعبير في الولايات المتحدة الأميركية، وإن ادّعى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنّ اعتقال خليل "لا علاقة له بحرية التعبير" في تصريح أدلى به أمس الأربعاء.
ومن اللافتات التي رُفعت في تحرّك اليوم، تنديداً باعتقال محمود خليل الذي يحمل "البطاقة الخضراء (غرين كارد) التي تمنحه حقّ الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة الأميركية من أجل طرده من البلاد، كُتب على إحدى اللافتات التي رُفعت "حرّروا محمود، فلسطين حرّة".
في الإطار نفسه، قال المشارك في تحرّك اليوم جيمس شاموس، الذي عرّف عن نفسه بأنّه "أستاذ يهودي" في جامعة كولومبيا: "أنا هنا لأتمثّل بمئات اليهود النيويوركيّين الذين يرفعون الصوت لتحرير محمود خليل والمطالبة بعدم استغلال ديانتنا اليهودية سلاحاً لانتهاك حقوق المواطنين الأميركيين والقضاء على الديمقراطية". وشدّد شاموس على أنّ حملة مكافحة معاداة السامية التي يجاهر بها ترامب هي مجرّد "ستار". وأشار إلى فكرة "تثير الذعر في النفوس"، وهي أنّ "انتقاد إسرائيل يعني معاداة السامية، وبالتالي من الممكن البناء على ذلك لاختطاف الناس من شوارعنا وطردهم من البلد إن أعربوا عن آراء سياسية بشأن هذا النزاع في الخارج".
وكان ترامب قد بدأ يستهدف الجامعات الأميركية التي نُظّمت فيها احتجاجات طالبية تضامناً مع الفلسطينيين في العام الماضي، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وقد تعهّد، قبل بضعة أيام، باتّخاذ تدابير مالية عقابية إزاء المؤسسات التي لا تصدّ بفعالية كافية، في نظره، التظاهرات المؤيّدة للفلسطينيين بحجّة "التصدّي لمعاداة السامية". وقد ألغت إدارته، بالفعل، مساعدات كانت مخصّصة لجامعة كولومبيا بقيمة 400 مليون دولار أميركي، بعد اتّهامها بعدم "حماية الطلاب اليهود من المضايقات". كذلك أعلنت وزارات العدل والتعليم والصحة الأميركية، إلى جانب إدارة الخدمات العامة، في الأسبوع الماضي، تخفيضات في التمويل، مبرّرةً ذلك بـ"الاحتجاجات المستمرّة والمضايقات المعادية للسامية في جامعة كولومبيا". ويأتي ذلك على الرغم من أنّ القضايا المتعلقة بمعاداة السامية في هذه الجامعة وغيرها ما زالت محلّ نزاع قضائي، ولم تصدر بشأنها أحكام نهائية بعد.
(فرانس برس، العربي الجديد)
