في تصريحات مكرورة، هاجم رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، الانتقادات التي تطاول حكومته في التعامل مع ملف الأسرى، وتنصّلها من إتمام المفاوضات المتعلّقة بالمرحلة الثانية، منذ اليوم الـ16 للمرحلة الأولى من الصفقة التي وقعتها حركة حماس والاحتلال في يناير/كانون الثاني الماضي. وأصرّ نتنياهو في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية، التي انعقدت صباح اليوم، على الادّعاء بأن "المزج بين الضغوط العسكرية والسياسية هو الأمر الوحيد الذي أعاد الأسرى"، وليس "الادّعاءات الفارغة التي يقولونها في الاستديوهات من يظنون أنفسهم خبراء"، في هجوم ضد منتقديه.
رئيس حكومة الاحتلال تابع واصفاً الإبادة التي يسقط من رزنامتها العيدُ كما سقط قبله شهر الصيام، بأنها "ضغط عسكري ناجع"؛ إذ إن الإبادة "تضرب عصفورين بحجر واحد: قدرات حماس العسكرية والسلطوية من جهة، وتسهم في خلق ظروف مواتية لإطلاق سراح المختطفين، من جهة أخرى. وهذا بالضبط ما نفعله"، على حدّ تعبيره.
ولم تكتفِ حكومة الاحتلال بمواصلتها إبادة الفلسطينيين منذ عام ونصف العام، إذ كما أكّد نتنياهو، قرّر المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) الذي اجتمع الأحد زيادة ما أسماه "الضغط"، الذي "كان كبيراً، لسحق حماس وتهيئة الظروف المثلى لتحرير المختطفين".
وتابع مهاجماً مَن يتهمونه بالتنصل من الصفقة وإهمال الأسرى وتعريض حياتهم للخطر، قائلاً إنه "في هذا السياق، سأرد على ثلاثة مزاعم زائفة تُوجّه ضدنا باستمرار، ضمن سلسلة من الأكاذيب المتواصلة؛ الأولى: أننا لا نجري مفاوضات، وهذا غير صحيح فنحن نجري المفاوضات تحت النار، ولهذا السبب هي فعّالة، ونلاحظ الآن بعض التصدعات"، في إشارة إلى مقترح من حماس ردت عليه إسرائيل. والثانية، بحسبه "أننا غير مستعدين لمناقشة المرحلة النهائية، هذا أيضاً غير صحيح"، وبحسب زعمه: "نحن مستعدون". أمّا الشروط لوقف الحرب كما أوضحها "فعلى حماس أن تلقي سلاحها، ويغادر قادتها القطاع.. ونحن سنحفظ الأمن العام في القطاع ونتيح تنفيذ خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للهجرة الطوعية. هذه هي الخطة لا نخفيها ومستعدون لمناقشتها في أي وقت".
أمّا النقطة الثالثة، فهي كما قال "إننا نُهمل الأسرى، وهذا غير صحيح، إذ التقينا الأسبوع الماضي أربع عائلات وتحدثنا مع أربع أخرى. نتحدث بعمق ونشعر بألمهم العظيم، والادّعاء بأننا لا نهتم هو ترديد لدعاية حماس، ولما تحاول الأخيرة بثّه في فيديوهاتها لاستهداف وحدتنا وصورتنا".
وزعم نتنياهو "نحن ملتزمون بإعادة الأسرى، ونعمل من أجل ذلك. وحتى الآن، الدمج بين الضغط العسكري والسياسي هو الوحيد الذي حقق نتائج، وليس كل تلك الادّعاءات الفارغة من خبراء الاستوديوهات".
وبالنسبة إلى مواصلة جيشه خرق وقف إطلاق النار مع لبنان مئات المرات منذ توقيعه، قال نتنياهو: "في لبنان هناك إنفاذ صارم، لا يوجد مساومة. هذه هي التعليمات التي أعطيناها أنا ووزير الأمن والكابينت للجيش، وهو ينفّذها على أفضل وجه. لا نسمح بأي تهاون، ولا أي خفض في مستوى الردع، لا يوجد اعتبارات خاصة"، كما هدد. وأضاف أن "لبنان مسؤول عمّا ينطلق من أراضيه، ويجب عليه ضمان عدم انطلاق هجمات منه باتجاه إسرائيل، نحن نحترم لبنان وجيشه، ولذلك نطالبهم بما تطالب به من جهة تحترمها".
أمّا الحوثيين الذي شنّوا آخر هجوم صاروخي لهم صباح اليوم على إسرائيل، فقال نتنياهو إنه "أقدّر بشدة العمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة، حليفتنا، فهم يضربونهم بقوة كبيرة"، لافتاً إلى أنه "نحن بدورنا نعمل على حماية أنفسنا، كما حصل مؤخراً، لكن دخول الولايات المتحدة بقوة إلى هذه الساحة يُعتبر تطوراً مهماً".
