جدّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت، تأكيده على استمرار العدوان على قطاع غزة، رافضًا مطالب حركة حماس بشأن وقف إطلاق النار، ومشدّدًا على أن الحرب لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها الكاملة، وفي مقدمتها "القضاء على حماس وإعادة المختطفين وضمان أن لا يشكل القطاع تهديداً لأمن إسرائيل".
وقال نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء السبت، إن "المرحلة الحالية من المعركة حاسمة، والمطلوب فيها طول النفس"، معتبرًا أن الاستسلام لما وصفه بـ"إملاءات حماس" يعني تعريض أمن إسرائيل للخطر، مضيفًا: "إذا استسلمنا الآن، سنفقد كل الإنجازات التي حققناها".
وأعلن نتنياهو أن حركة حماس رفضت مؤخرًا مقترحًا للإفراج عن نصف المحتجزين، و"طالبت بإنهاء الحرب"، مضيفًا: "لن نقبل بالشروط التي وضعتها حماس، لأنها تريد إخضاعنا... ومن يدعو إلى وقف الحرب في الداخل الإسرائيلي إنما يروّج لادعاءات حماس ويسهم في حربها النفسية". وأكد نتنياهو أن حكومته ملتزمة بإعادة جميع المحتجزين "دون الرضوخ لشروط حماس"، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تلقى تعليمات واضحة بـ"الرد بقوة وزيادة الضغط على حماس حتى تحقيق كافة أهداف الحرب".
وفي ما يخص الوضع الإقليمي، شدد نتنياهو على التزامه "بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية"، مؤكدًا أن إسرائيل أقامت ما أسماها "مناطق أمنية في سورية ولبنان لحماية السكان". وختم نتنياهو مؤتمره بالقول إن لهذه الحرب أثمانًا كبيرة، متمنيًا الشفاء للجنود الجرحى، ومشيرًا إلى أن إسرائيل "لن تتراجع قبل القضاء التام على القدرات العسكرية لحماس، لأن عدم القيام بذلك سيؤدي إلى تكرار السابع من أكتوبر من جديد".
تشكيك داخلي
وسبق تصريحات نتنياهو تشكيك داخلي، إذ قال عومر دوستري، متحدث رئيس الوزراء، في مقابلة مع القناة 12 العبرية، إن استعادة جميع المحتجزين دفعة واحدة "أمر غير ممكن حاليًا"، واصفًا هذه المطالب بأنها "حملة دعائية هدفها التأثير على الرأي العام".
وأضاف دوستري أن الحكومة الإسرائيلية متمسكة بمقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي يقضي بإطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء أولًا، وتأجيل الإفراج عن البقية إلى المرحلة الثانية من الصفقة، مشيراً إلى أن حماس "ترفض حتى الآن أي تسوية لا تشمل وقف الحرب".
في المقابل، عبّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة عن غضبها من استمرار العمليات العسكرية، مؤكدة أن الضغط العسكري "يعرض حياة أبنائهم للخطر"، ويزيد من تصلّب حماس في المفاوضات.
وخلال مؤتمر صحافي أمام مقر وزارة الأمن في تل أبيب، قالت قريبة أحد الأسرى: "الضغط العسكري جعل المحتجزين أكثر عرضة للقتل، ورفع كلفة الصفقة". فيما حذّر قريب آخر من أن "تصعيد الضغط قد يؤدي إلى اختفاء جثث القتلى منهم".
ووجّهت والدة أحد الأسرى اتهاماً مباشراً إلى نتنياهو، قائلة: "إنه يدفن الأسرى في الأنفاق ويرفض إنهاء الحرب لدوافع شخصية". كما خاطب أحد أقارب الأسرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلاً: "نتنياهو باعك الأكاذيب، بينما أبناؤنا يعيشون محرقة... أنت الوحيد القادر على وقف الحرب وإعادتهم".
رسائل إلى ترامب
وكانت كتائب القسام قد أعلنت في وقت سابق السبت، انتشال جثمان أحد عناصرها المكلّفين بتأمين الأسير الأميركي–الإسرائيلي عيدان ألكسندر، مشيرة إلى أن مصير الأخير لا يزال مجهولًا منذ أيام بعد قصف إسرائيلي استهدف موقعهم.
ونشرت "القسام" أيضًا مقطعًا مصورًا لأسير إسرائيلي يحاكي فيه مكالمة هاتفية مع عائلته، يطلب فيها من شقيقه الأميركي التوجّه إلى البيت الأبيض والتوسّل للرئيس ترامب من أجل إطلاق سراحه.
وتقدّر تل أبيب وجود 59 أسيراً إسرائيليًا لدى حماس، بينهم 24 على قيد الحياة، في حين يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 9500 أسير فلسطيني، يعاني العديد منهم من ظروف احتجاز قاسية، بينها التعذيب والإهمال الطبي، بحسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
(الأناضول، العربي الجديد)
