أطلع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزراء المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، في جلسة عُقدت ليل الاثنين، واستمرت حتى قرابة الساعة الثانية فجراً، على التفاهمات التي تم التوصل إليها تمهيداً لوقف إطلاق النار مع إيران. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، التي أوردت الخبر اليوم الثلاثاء، أنّ نتنياهو كشف خلال الجلسة، عن تفاصيل محادثة أجراها في وقت سابق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي ساهمت في إحراز تقدّم في هذا المسار. كما طلب من الوزراء الامتناع عن التصريحات الإعلامية، وانتظار اتضاح الصورة الميدانية.
ووفق ما أوردته "كان"، لم يُطلب من الكابينت التصويت أو المصادقة على الخطوة، إذ تم اتخاذ القرار مسبقاً من قبل نتنياهو، وذلك بالتشاور مع كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية. من جهتها، نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصدر أجنبي مطّلع على تفاصيل وقف إطلاق النار لم تسمّه، قوله إنّ إسرائيل اشترطت موافقتها على وقف إطلاق النار بأن تتوقف إيران عن هجماتها، فيما أرسلت إيران إشارات إلى الولايات المتحدة تؤكد أنّ هذه هي نيتها بالفعل.
ووفقاً للمصدر، عرض ترامب على نتنياهو مقترحاً لوقف إطلاق النار، خلال مكالمة هاتفية جرت بعد ظهر أمس الاثنين. وفي السياق، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن اسمه، وفق "أسوشييتد برس"، للحديث عن محادثات يوم الاثنين، إنّ ترامب تواصل بشكل مباشر مع نتنياهو، من أجل تأمين اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف المسؤول أنّ نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، تواصلوا مع الإيرانيين عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة.
وأكد البيت الأبيض أنّ القصف الأميركي لإيران يوم السبت ساعد في دفع إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الحكومة القطرية لعبت دور الوسيط في التوصل إلى الاتفاق. من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران ستوقف هجماتها إذا أوقفت إسرائيل غاراتها، لكن من غير الواضح ما الدور الذي لعبه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في هذه المحادثات، خاصة أنه كان قد أعلن عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه "لن يستسلم".
واجتمع الكابنيت السياسي - الأمني الإسرائيلي الموسّع بعد اتصال ترامب ونتنياهو لساعات طويلة، حيث طلب نتنياهو من الوزراء الامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات إعلامية حتى إشعار آخر. وبعد انتهاء الجلسة، بدأت جلسة الكابنيت المصغّر لمواصلة النقاشات. ووفق مصدر "هآرتس"، حصلت الإدارة الأميركية على موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار، قبل أن تُقنع إيران لاحقاً، مشيرة إلى أن ترامب تواصل مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وطلب منه أن تساهم بلاده في الوساطة. واستجابة لذلك، كلّف الأمير رئيس وزرائه، وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بإقناع إيران بقبول الاقتراح. وأضاف المصدر أن فانس، أجرى محادثة مع رئيس الوزراء القطري، وتمكّنا معاً من بلورة التفاهمات التي أدّت في نهاية المطاف إلى موافقة إيران.
