على الرغم من أن المتظاهرين المناهضين للاحتلال، وضمنهم الطلبة، احتجوا في الولايات المتحدة وجامعاتها باعتبارهم أصحاب حق في التعبير عن آراءهم ورفضهم للإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين، وانطلاقاً من التضامن الطبيعي والبديهي مع الأخيرين، وجد رئيس حكومة الاحتلال الأسبق نفتالي بينت، أمس، فرصة لتصفية الحسابات مع من يصفهم بأنهم "معادون للسامية".
بينت، الذي قد يعود لرئاسة الحكومة الإسرائيلية إذا ما نُظّمت انتخابات مبكرة للكنيست، كان قد وصل قبل أيام إلى الولايات المتحدة للمشاركة في ورشات ومؤتمرات تعقدها كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفرد، حيث استقبله جزء من الطلبه هناك بتظاهرات اعترضت على حضوره نظراً لماضيه العسكري والسياسي في خدمة الاحتلال.
وفي خلال محاضرة مغلقة شارك فيها في الكلية المذكورة، قال بينت، أمس، إنه "ينبغي توزيع أجهزة بيجر على الطلبة المؤيدين للفلسطينيين الذين يتظاهرون ضد إسرائيل في حرم الجامعات"، في إشارة إلى العملية التي استهدف فيها الاحتلال آلاف عناصر حزب الله موقعاً آلاف الشهداء والجرحى، خلال سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
أقوال بينت أتت في حضور مئات الطلاب وقد أثارت، وفقاً لموقع "واينت"، ردود فعل مختلفة تراوحت بين الضحك والصدمة. وبدأ الأمر عندما حاول البروفيسور بول غومبرس توضيح سياسة جامعته تجاه التظاهرات أو تلك التي بعضها يشوّش على المحاضرات، ليقاطعه بينت بالقول "فلنوزّع عليهم أجهزة بيجر".
وفي محاضرة قدمها في هارفرد بقيت بعيدة عن وسائل الإعلام، شدد بينت على التحدث في مجال الأعمال وإدارتها وحاول الابتعاد قدر الإمكان عن التطرق لموضوع الحرب. وعلى الرغم من ذلك، فإن أقواله بخصوص البيجر وصلت أصداؤها إلى خارج جدران القاعة، وخصوصاً في ضوء احتجاج طلاب على حضوره عموماً.
من جهة ثانية، نقل الموقع عن طلاب حضروا المحاضرة اعتراضهم على حقيقة أن منظمي المحاضرة طلبوا من أولئك الراغبين في توجيه أسئلة لبينت تسليم أسئلتهم مسبقاً، وعدم توجيه أي سؤال "يُثير النعرات"، وأن تتخصص الأسئلة في المواضيع الاقتصادية والأعمال.
وعلى الرغم من دعوته لتوزيع البيجر على الطلبة، تمكن بينت من متابعة محاضرته تقريباً دون تشويش، فتطرق إلى الانتخابات قائلاً إن "أي حكومة مستقبلية قد أقودها لن تتضمن حزباً عربياً"، في إشارة إلى "القائمة الموحدة" برئاسة منصور عباس، التي كانت جزءاً من حكومة بينت السابقة (2021-2022). ولفت بينت إلى أن "إسرائيل تحتاج حكومة صهيونية خالصة".
إلى ذلك، تطرق بينت إلى موضوع إيران، ودعا إلى تفجير مشروعها النووي وتدميره بالكامل، معتبراً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو "صاحب الفضل في إحقاق الردع في الشرق الأوسط".
