يبدو أن حقبة اللاعبين المراوغين في عالم كرة القدم باتت على اعتاب الانتهاء، وهذا الأمر ليس تعبيراً مجازياً، وإنما البيانات هي التي تتحدث عن نفسها، وأصبح في عالم كرة القدم عدد أقل من اللاعبين المهاريين، خصوصاً في الدوريات الأوروبية الكبيرة، إذ بدأت أجراس الإنذار تدق بالفعل، لأن المراوغات في المباريات انخفضت بنسبة 21% خلال السنوات الثلاث الماضية.
وتأتي هذه البيانات عبر تحليل إحصائي أجرته شبكة أوبتا، ونشرته صحيفة إل بايس الإسبانية، أمس الخميس، شمل الدوريات الأوروبية الخمسة الكبيرة: الإنكليزي والإسباني والفرنسي والإيطالي والألماني. وفي الموسم الماضي، تم تنفيذ 28.264 مراوغة ناجحة، مقارنة بـ34.308 في موسم 2020-2021، وفي الموسم الحالي بلغ العدد 20.316 مراوغة فقط (الإحصائيات حتى مساء يوم الخميس 10 إبريل/ نيسان الجاري).
ورغم أن الرقم يشهد تقلبات صعوداً وهبوطاً، فإنه بدأ في الانخفاض منذ أن بلغ ذروته في عامي 2017 و2018، وهذا انعكاس حقيقي لكيفية تغير كرة القدم الحديثة، التي هيمن عليها اللعب الجماعي، مع الاعتماد على تقسيم أجزاء الملعب، ويرجع ذلك إلى تأثير نجاحات المدرب الإسباني بيب غوارديولا (54 عاماً)، مع فريقه السابق برشلونة منذ عام 2009 فصاعداً.
وكان عهد غوارديولا مُربكاً لعالم كرة القدم بعدما أراد الجميع أن تلعب فرقهم بطريقة "تيكي تاكا"، حتى على مستوى فرق الفئات السنية، إذ كان يتم إخبار الأطفال في سن السادسة أو السابعة بأن عليهم اللعب بلمستين سريعتين، وهو الأمر الذي اعترض عليه الأسطورة ليونيل ميسي (37 عاماً)، في مقابلة صحافية أجراها عام 2024، وقال النجم الأرجنتيني متحدثاً عن اللاعبين الصغار: "من المهم أيضاً ألا نسلبهم عفويتهم".
وفي أوروبا، ضم منتخب إسبانيا، المتوج ببطولة أوروبا الأخيرة "يورو 2024"، أحد أفضل المراوغين في الدوريات الخمسة الكبيرة، وهو الموهبة الشابة لامين يامال (17 عاماً)، الذي يلعب مع برشلونة المتألق في دوري أبطال أوروبا، وهو مرشح لخطف اللقب. ورغم ذلك، وبحسب البيانات، فإن كرة القدم، التي تتجه نحو طريق واحد يتمثل في اللعب الجماعي، تملك بعض الاستثناءات، كون الفرق التي تفوز بالبطولات تتميز بامتلاكها لاعبين يتألقون في الجانب المهاري.
