هدوء حذر يسود سوق وول ستريت وسط مخاوف من ترامب

منذ ٢ أسابيع ١٨

خمد الذعر الذي تسببت فيه حرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية التي هزت الأسواق المالية وزرعت الشكوك حول مكانة أميركا في العالم. ولكن السوق تعيش هدوءاً حذراً قد يتحول إلى عاصفة في أية لحظة خلال الأسبوع المقبل مع تصريحات ترامب التي يطللقها على وسائل التواصل الاجتماعي، وفق تقرير بوكالة بلومبيرغ يوم الخميس الذي اختتم تعاملات الأسبوع بسبب "الجمعة العظيمة".

وبعد أن تأرجح مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بأكثر من 10% في يوم واحد مع وصول التقلبات إلى مستويات لم نشهدها منذ بداية الجائحة أو أزمة الائتمان عام 2008، استقرت هذا الأسبوع السوق في هدوء حذر. وتراجع مؤشر فيكس، أو مؤشر الخوف، بشكل حاد عن أعلى مستوياته خلال الجائحة. واستعادت سندات الحكومة الأميركية مرة أخرى دورها الراسخ أصلاً عالمياً "خالياً من المخاطر".

ومع ذلك، يسود في جميع أنحاء وول ستريت، من مكاتب تداول السندات والمسؤولين التنفيذيين في الشركات، إلى صناديق التحوط وشركات الأبحاث المستقلة، شعور راسخ بالتشاؤم من استحالة استمرار هذا الوضع، إذ بمنشور واحد على وسائل التواصل الاجتماعي للرئيس الأميركي قد تسوء الأمور بسرعة. وفي يوم الخميس، أعاد ترامب إثارة قلق السوق مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع الطويلة بسبب الجمعة العظيمة، بعد تأكيده إمكانية إقالة رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي جيروم باول إذا لم يخفض أسعار الفائدة، ما أثار الشكوك حول استقلال البنك المركزي. ووفق بلومبيرغ، قال سكوت لادنر، كبير مسؤولي الاستثمار في هورايزون للاستثمارات: "هذا مجرد رجل واحد يتحكم في تريليونات وتريليونات وتريليونات من الدولارات. لم نشهد قط شيئًا بهذا الحجم".

وبتراجع ترامب عن أشد تعريفاته الجمركية صرامة، وإظهاره استعداده للتفاوض مع شركاء أميركا التجاريين، ثم امتناعه عن المزيد من التصعيد مع الصين، انتشل ترامب الأسواق من حافة الهاوية وأعاد إليها ما يشبه الوضع الطبيعي.

وجاء هذا التراجع بعد موجات بيع محمومة أدت إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية الأسبوع الماضي، ما هدد بزعزعة الاقتصاد وأجج المخاوف من أن أولويات سياسته ستؤدي إلى تمزق لا رجعة فيه لتحالفات أميركا ومكانتها وجهةً رئيسيةً لرأس المال العالمي. لكن التقرير يقول إن جهود ترامب الفوضوية، المتقطعة أحيانًا، لإعادة صياغة قواعد التجارة العالمية التي سادت عقوداً بمفرده، ولامبالاته الأولية بانهيار السوق الذي تسبب فيه، قوضت الثقة باتجاه الاقتصاد الأميركي، وبالتالي، اتجاه أسعار الأصول بمختلف أنواعها.

في هذا الصدد، قال جاي غينزر، المؤسس والرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة ثامز كابيتال مانجمنت: "يسود السوق خوف مفرط. لقد شهدنا الحدث الضخم، ولكن هناك ما يدعو إلى القلق".

قراءة المقال بالكامل