لا يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أي حرج في أن يقول إنه يمارس سياسته على أساس النفع المباشر الذي يمكن أن يحصده من ورائها له، أو لبلاده، وما عدا ذلك فإنه لا يهتم به ولا يعنيه في شيء!
لقد سمعناه يقول على الملأ أن الولايات المتحدة لن تدافع إلا عن حلفائها، ولو أنه وقف عند هذا الحد لكان ما يقوله هو عين العقل، فالإدارات السابقة على إدارته كانت تمارس هذا مع حلفائها طول الوقت، ولكنه استدرك في الكلام ليقول إن دفاع أمريكا عن حلفائها لن يكون لوجه الله، ولا من أجل سواد عيون هؤلاء الحلفاء، ولكن لأنهم سيكون عليهم أن يدفعوا فواتيرهم!
ولأن الناس على دين ملوكهم، فإن ماركو روبيو، وزير خارجيته، خرج على الناس يقول إن الولايات المتحدة لها مصلحة الآن في الدفاع عن أوكرانيا.. أما "الآن" التي يقصدها فهي المرحلة اللاحقة لموافقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على توقيع اتفاق مع الإدارة الأمريكية تحصل بموجبه على المعادن النادرة في الأراضي الأوكرانية.
ومن قبل كانت المشادة الكلامية الشهيرة بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض تعود إلى أن الرئيس الأوكراني كان يتباطأ في الذهاب الى التوقيع، فلم يجد الرئيس الأمريكي شيئاً يفعله معه والحال كذلك إلا أن يُظهر له العين الحمراء!
وتمثلت العين الحمراء في المشادة التي جرت بينهما على مرأى من العالم مرة، ثم تمثلت مرةً ثانية في قرار ترمب تعليق المساعدات العسكرية التي تذهب الى أوكرانيا في حربها مع روسيا!
