تراجع اليوان الصيني نحو 2.8% على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، متتبعا خسائر جميع نظرائه الآسيويين، مع ارتفاع الدولار بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني. وانخفضت العملة الصينية هذا الشهر إلى أضعف مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2023، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ اليوم السبت.
ووفق التقرير، أرسلت البنوك المحلية الصينية صافي 1.33 تريليون يوان (182 مليار دولار) من الأموال إلى الخارج نيابة عن عملائها للاستثمارات العام الماضي، وهو رقم قياسي وفق حسابات بلومبيرغ. ولكن يرى محللون أن اليوان الضعيف سيكون في صالح الصادرات الصينية في وقت يتوعد فيه الرئيس المنتخب ترامب بفرض رسوم جمركية باهظة على البضائع الصينية.
ويأخذ هروب الأموال في الاعتبار الاستثمار الأجنبي في البلاد، بالإضافة إلى مشتريات المستثمرين المحليين من الأوراق المالية الخارجية. وتعرض حساب رأس المال في البلاد لضغوط بسبب انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى البلاد، وشهية الشركات المحلية للتوسع في الخارج، ونزوح الأموال من الأسهم المحلية، وفق بلومبيرغ. وقد أدى مزيج هذه العوامل إلى ارتفاع الطلب على الدولار، وزيادة التدفقات الخارجة، وزيادة تقلب اليوان. وفي الوقت نفسه، فإن الدعم الذي يقدمه الفائض التجاري متعدد السنوات للبلاد، والذي ارتفع إلى مستوى قياسي بلغ 992 مليار دولار العام الماضي، بدأ يتضاءل تدريجياً. وقد فضل المصدرون الاحتفاظ بمكاسبهم بالدولار بسبب علاوة عائد الأصول الأميركية مقارنة بعائد الأصول الصينية.
وشهد حساب رأس المال الصيني، الذي يتتبع تدفقات رأس المال داخل البلاد وخارجها، تدفقاً خارجاً قياسياً العام الماضي، إذ كان المستثمرون يبحثون عن عوائد أفضل في الخارج. ونتيجة لذلك، تجاوزت المدفوعات التي تقدمها البنوك نيابة عن عملائها من المعاملات الرأسمالية والمالية تلك الخاصة بالحساب الجاري الذي يتعلق بشكل أساسي بالتجارة، بحسب البيانات الرسمية.
ووفق التقرير، فإن هذا غير مسبوق، ومن المرجح أن يؤدي تمديد هذا الخلل إلى إثارة المخاوف من استنزاف خطير لرأس المال، ما يقوض قدرة بكين على إدارة اليوان ويزيد من فرصة حدوث حملة تنظيمية.
وقال فيليب ماكنيكولاس، الخبير الاستراتيجي في شركة روبيكو في سنغافورة، إن حقيقة زيادة تدفقات رأس المال والحسابات المالية في الصين بشكل كبير "تشير إلى وجود ميل لخفض قيمة العملة أو، إذا لم تتغير العملة، سيؤدي ذلك إلى استنفاد الاحتياطيات".
وتابع: "إن التحدي الذي يواجه بنك الشعب الصيني هو أن النمو الضعيف يجعل من الصعب اجتذاب تدفقات المحافظ الحساسة للنمو، كما أن المخاطر المحيطة بقدرة الأعمال الأجنبية على الاستمرار في الصين تجعل الشركات متعددة الجنسيات مترددة.
