هكذا رد العالم على سريان الرسوم الجمركية الإضافية الأميركية

منذ ١ أسبوع ١٩

بدأت ردود الفعل العالمية تصدر توالياً منذ إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية الإضافية، واستمرت من أكثر من طرف اليوم الأربعاء، مع دخول الرسوم عملياً حيز التنفيذ. فبعد أن دخلت الجولة الأولى من الرسوم الشاملة التي لا تقل عن 10% على الواردات من معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين حيز التنفيذ يوم السبت الماضي، دخلت الرسوم الأعلى المرتبطة بالعجز التجاري حيز التنفيذ عند منتصف الليل (الرابعة فجراً بتوقيت غرينتش صباح اليوم.

وقامت الحكومة الأميركية بحساب الرسوم الجمركية لكل دولة بناء على عوامل تشمل العجز التجاري والدعم والتحكم في سعر الصرف. فالواردات من ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى إلى الولايات المتحدة، على سبيل المثال، ستواجه رسوماً جمركية جديدة بنسبة 20%. ويريد ترامب من خلال سياسة الرسوم الجمركية التي يتبعها تعزيز الإنتاج المحلي وفي الوقت نفسه إقناع الشركاء التجاريين الأجانب بتقديم تنازلات. وأثارت مبادرته اضطرابات هائلة في أسواق الأسهم.

وأعلنت عدة دول عن تدابير مضادة. وقد تؤدي الحرب التجارية إلى أزمة كبيرة للاقتصاد العالمي، فيما يشعر الاقتصاديون بالحيرة لرؤية ترامب يحاول إصلاح النظام الاقتصادي الحالي والقيام بذلك بعد فترة وجيزة من وراثته لأقوى اقتصاد في العالم. فالعديد من الشركاء التجاريين الذين يتهمهم بتمزيق الشركات والعمال الأميركيين كانوا متعثرين بالفعل، بحسب وكالة أسوشيتد برس التي نقلت عن أستاذ السياسة التجارية في جامعة كورنيل، إسوار براساد، قوله إن "هناك مفارقة عميقة في ادعاء ترامب بالمعاملة غير العادلة للاقتصاد الأميركي في الوقت الذي كان ينمو فيه الاقتصاد الأميركي بقوة بينما كانت كل الاقتصادات الكبرى الأخرى قد توقفت أو تفقد زخم النمو. وفي مفارقة أكبر، من المرجح أن تنهي رسوم ترامب الجمركية مسيرة النجاح الرائعة التي حققتها أميركا وتؤدي إلى انهيار الاقتصاد ونمو الوظائف والأسواق المالية".

لكن ما أبرز الردود على الرسوم الجمركية الإضافية الأميركية الجديدة؟

  • الصين

قالت الصين إنها لن ترضخ لأي ضغوط أميركية بشأن الرسوم الجمركية، رداً على تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50%، ليصبح مجموعها 104%. جاء ذلك على لسان متحدث وزارة الخارجية الصينية لين سيان في مؤتمر صحافي عقده، اليوم الأربعاء، في العاصمة بكين، عن موقف الصين من زيادة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب. وأكد سيان أن الصين ستعارض أي محاولة للإضرار بسيادتها وأمنها ومصالحها التنموية.

وأضاف: "تحاول الولايات المتحدة الضغط على الصين باستخدام الرسوم الجمركية. لن ترضخ الصين أبداً لهذا السلوك المتسلط". وأوضح أن بلاده ستتخذ تدابير مضادة حازمة لحماية حقوقها ومصالحها، مضيفا: "لن نسمح لأحد بسلب الشعب الصيني الحق المشروع في التنمية". وتابع: "إذا كانت الولايات المتحدة تريد الحوار مع الصين، فعليها الالتزام بمبادئ المساواة والاحترام المتبادل".

والاثنين، هدد ترامب، في منشور على حسابه في منصته تروث سوشال، بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الصين في حال لم تتراجع عن قرارها بفرض رسوم بنسبة 34% على الواردات الأميركية. والجمعة، أعلنت الصين فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الأميركية، بنسبة 34%، بنفس معدل زيادة الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على المنتجات المستوردة من الصين. والثلاثاء، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في مؤتمر صحافي، إن الرسوم الجمركية المفروضة على الصين بنسبة 104% ستدخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من منتصف ليلة (الثلاثاء-الأربعاء) بتوقيت الولايات المتحدة.

وتعهدت الصين مجدداً "بخوض المعركة حتى النهاية" ضد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في بيان سياسي مطول، تم نشره اليوم الأربعاء، حيث ذكرت أن التجارة بين البلدين متوازنة مع دخول ضريبة بنسبة 104% على صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ. وامتنعت الحكومة عن الكشف عما إذا كانت ستتفاوض مع البيت الأبيض، حيث أن الكثير من الدول الأخرى بدأت في القيام بذلك.

وكتبت وزارة التجارة في بيان: "إذا أصرت الولايات المتحدة على تصعيد قيودها الاقتصادية والتجارية، فإن الصين لديها الإرادة القوية والوسائل الوفيرة لاتخاذ إجراءات مضادة لازمة وخوض الحرب حتى النهاية". وكانت الصين قد أعلنت يوم الجمعة الماضي عن فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على جميع السلع المستوردة من الولايات المتحدة، وضوابط تصدير المعادن النادرة، ومجموعة من الإجراءات الأخرى ردًا على رسوم ترامب الجمركية في "يوم التحرير". وأضاف ترامب بعد ذلك رسومًا جمركية إضافية بنسبة 50% على السلع الصينية، قائلاً إن المفاوضات معها قد انتهت.

وأعلن ترامب، في الثاني من إبريل/ نيسان الحالي، فرض رسوم جمركية قال إنها "متبادلة" على جميع دول العالم بحد أدنى يبلغ 10%. وقرر ترامب تطبيق رسوم بنسبة 34% على الصين، و20% على الاتحاد الأوروبي، و46% على فيتنام، و24% على اليابان، و26% على الهند، و30% على جنوب أفريقيا و37% على بنغلادش، و17% على إسرائيل و10% على تركيا، وبالنسبة نفسها على بريطانيا. كما فرض رسوماً بنسبة 10% على كل من قطر والإمارات والسعودية ومصر والكويت والسودان واليمن ولبنان وجيبوتي وعُمان والبحرين والمغرب، فيما كانت سورية الأعلى نسبة عربياً بـ41%، والعراق 39%، والجزائر 30%. وقررت الصين رفع رسومها الجمركية الانتقامية على الولايات المتحدة من 34% إلى 84% وذلك اعتباراً من 10 إبريل الجاري.

  • الاتحاد الأوروبي

أما الاتحاد الأوروبي فقد اعتمد اليوم الأربعاء، أولى إجراءاته رداً على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، وأعلن التكتل تعرفات على مجموعة من المنتجات الأميركية مثل الدراجات النارية وفول الصويا والدواجن، بحسب ما كشفت المفوضية الأوروبية. وتأتي هذه الإجراءات رداً على الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضتها واشنطن على واردات الصلب والألمنيوم في منتصف مارس/ آذار، فيما من المتوقع أن يكشف الأوروبيون في بداية الأسبوع المقبل عن ردهم على الرسوم الجمركية البالغة 20% التي فرضها الرئيس الأميركي في الثاني من إبريل.

وبفرضها أول إجراءات مضادة يتخذها التكتل رداً على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، تنضم دول الاتحاد بذلك إلى الصين وكندا في الرد على إجراءات واشنطن. وجاءت الموافقة الأوروبية في اليوم الذي دخلت فيه الرسوم الجمركية "المضادة" التي فرضها ترامب على الاتحاد الأوروبي وعشرات الدول حيز التنفيذ، بما في ذلك الرسوم الجمركية الضخمة بنسبة 104% على الصين، مما أدى إلى توسيع نطاق الرسوم الجمركية وتحفيز مزيد من عمليات البيع واسعة النطاق في أسواق المال.

ويواجه الاتحاد الأوروبي، المكون من 27 دولة، رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات، فضلاً عن الرسوم الجمركية الأوسع الجديدة بنسبة 20% على جميع البضائع الأخرى تقريباً بموجب سياسة ترامب لضرب الدول التي يقول إنها تفرض رسوما مرتفعة على الواردات الأميركية. واقترحت المفوضية الأوروبية، التي تنسق السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين فرض رسوم جمركية إضافية، معظمها بنسبة 25% على مجموعة من الواردات الأميركية رداً على الرسوم الجمركية الأميركية على المعادن تحديداً. ولا تزال المفوضية تقيم كيفية الرد على رسوم السيارات والرسوم الأخرى الأوسع نطاقاً.

وأظهرت وثيقة اطلعت عليها "رويترز" أن الواردات تشمل الدراجات النارية والدواجن والفواكه والأخشاب والملابس وخيوط تنظيف الأسنان. وبلغت قيمتها الإجمالية نحو 21 مليار يورو (23 مليار دولار) العام الماضي، مما يعني أن الإجراءات التي سيتخذها الاتحاد الأوروبي ستكون على سلع تقل قيمتها عن 26 مليار يورو من صادرات المعادن الأوروبية التي شملتها الرسوم الجمركية الأميركية.

ومن المقرر أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ على مراحل، في 15 إبريل نيسان و16 مايو/ أيار والأول من ديسمبر/ كانون الأول. ومن المقرر أن تصوت لجنة من خبراء التجارة في دول الاتحاد الأوروبي بعد ظهيرة اليوم الأربعاء على اقتراح المفوضية. ولن ينتهي الأمر بحجب الاقتراح إلا إذا صوتت 15 دولة في التكتل تشكل 65% من سكان دول الاتحاد بالرفض. وهذا أمر غير مرجح بالنظر إلى أن المفوضية حشدت التأييد بالفعل من دول الاتحاد وعدلت قائمة مبدئية طرحتها في منتصف مارس آذار بحذف منتجات الألبان والمشروبات الكحولية الواردة من الولايات المتحدة. (الدولار = 0.9178 يورو).

  • بريطانيا

وفي تعليق آخر، نقلت صحيفة ذا غارديان البريطانية عن ديفيد بلانشفلاور، أحد واضعي أسعار الفائدة السابقين في بنك إنكلترا، دعوته للبنك المركزي إلى عقد اجتماع طارئ قبل الاجتماع المقرر في مايو/ أيار 2025 للنظر في خفض كبير في تكاليف الاقتراض، مشدداً على أهمية تحرك البنك المركزي بسرعة لدعم الثقة في الاقتصاد ومنع حدوث ركود اقتصادي. من جانبها، قالت وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، إنها تلقت تأكيدا من بنك إنكلترا بأن الأسواق تعمل بشكل فعال وأن النظام المصرفي البريطاني مرن، ولكنها أعربت عن قلقها من أن الرسوم الجمركية الأميركية ستكون لها آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد العالمي.

وأضافت ريفز أن أندرو بيلي، محافظ بنك إنكلترا، أكد لها أن النظام المصرفي البريطاني مرن، مع استمرار السلطات المالية في مراقبة ردود الفعل في الأسواق العالمية عن كثب. وفي سياق آخر، اعترفت ريفز بالقلق الذي تشعر به الأسر والشركات البريطانية بسبب الوضع الاقتصادي الحالي، مؤكدة أن الحكومة البريطانية ستستمر في دعمهم. وأضافت أن قواعد الحكومة المالية تظل "غير قابلة للتفاوض"، على الرغم من الضغوط المتزايدة من بعض نواب حزب العمال لتخفيف القيود المفروضة على الاقتراض، في محاولة لطمأنة الأسواق بشكل أكبر. وأكدت ريفز أنها ستلتقي قريباً مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، لمناقشة تفاصيل المفاوضات التي تجريها الحكومة البريطانية مع الولايات المتحدة في إطار سعيها لإبرام اتفاق اقتصادي يهدف إلى تقليص الرسوم الجمركية بين البلدين.

  • آسيان

بدوره، أكد الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا كاو كيم هورن أن على آسيان "التصرف بشجاعة" لتسريع التكامل الاقتصادي الإقليمي في وقت باتت معظم بلدان العالم عالقة في حرب تجارية مدمّرة بسبب الرسوم الجمركية الأميركية. وكانت بلدان آسيان التي تضم 10 دول وتعتمد على الولايات المتحدة على اعتبار أنها سوق التصدير الرئيسي بالنسبة إليها، من بين الدول التي استهدفتها رسوم ترامب الأكثر تشدداً.

وقال كاو في مؤتمر استثماري "علينا التحرّك بشجاعة وحسم ومعاً لتأكيد التزام آسيان بيئة مستقرة ويمكن توقعها ومؤاتية للاعمال التجارية". وجاءت تصريحاته عشية اجتماع لوزراء المال والاقتصاد في آسيان يضم أيضاً حكام المصارف المركزية في كوالالمبور لبحث طريقة الرد على الرسوم الجمركية الأميركية. واختارت حكومات آسيان عدم الرد على واشنطن، مفضلة الحوار. لكن اقتصاداتها المعتمدة على التصدير تخاطر بالتضرر من الحرب التجارية العالمية بعدما فرضت الصين التي تعد سوقاً رئيسياً أيضاً، رسوماً جمركية من جانبها على الولايات المتحدة.

كما ذكر كاو أن "من دون تحرّك عاجل وجماعي لتسريع التكامل الاقتصادي داخل آسيان وتنويع أسواقنا وشراكاتنا، نخاطر بالتخلي عن مكاننا ضمن اقتصاد منقسم وسريع التطور". وفُرضت على فيتنام المنضوية في آسيان والتي تعد قوة في مجال التصنيع رسوما جمركية بنسبة 46% على الصادرات إلى الولايات المتحدة، بينما فُرضت على كمبوديا المجاورة، وهي منتج رئيسي للملابس منخفضة الكلفة لكبرى العلامات التجارية الغربية، رسوماً نسبتها 49%. وتشمل بلدان آسيان الأخرى التي فرضت عليها رسوم باهظة لاوس (48%) وميانمار (44%) وتايلاند (36%) وإندونيسيا (32%).

كذلك فُرضت رسوم أقل نسبتها 24% على ماليزيا، ثالث أكبر قوة اقتصادية في جنوب شرق آسيا. وتواجه بروناي أيضاً رسوماً نسبتها 24% بينما فرضت الولايات الولايات المتحدة رسوماً نسبتها 17% على الفيليبين و10% على سنغافورة. ويُعد التكتل بأكمله أكثر من 650 مليون نسمة لكن الدول المنضوية فيه في مراحل متباينة من التطور الاقتصادي فهناك بلدان أفقر مثل لاوس وكمبوديا وأخرى أكثر ثراء مثل سنغافورة التي تعد مركزاً مالياً.

  • روسيا واليابان

هذا ونددت روسيا، اليوم الأربعاء، بفرض ترامب رسوماً جمركية باهظة على دول العالم خصوصا الصين وتجاهل الولايات المتحدة "قواعد" التجارة الدولية، مبدية قلقها من حرب تجارية بين القوتين الاقتصاديتين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "قرار التعرفات الجمركية الأخير للبيت الأبيض... ينتهك القواعد الأساسية لمنظمة التجارة العالمية، ويظهر أن واشنطن لا تعتبر نفسها ملزمة قواعد القانون التجاري الدولي". وأشارت الى أن الحرب التجارية بين بكين وواشنطن "هي أكثر إثارة للقلق لأنها بين أكبر اقتصادين في العالم".

كما أعربت اليابان عن أسفها الشديد إزاء الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترامب، وحثت واشنطن على التراجع عنها، وفقًا لما ذكره كبير أمناء مجلس الوزراء، يوشيماسا هاياشي، اليوم . ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء اليابانية "كيودو"، أدلى كبير أمناء مجلس الوزراء، بهذه التصريحات اليوم، وذلك بعد ساعات من دخول رسوم بنسبة 24% حيز التنفيذ، رغم مطالبة طوكيو بالإعفاء منها.

وقال هاياشي في مؤتمر صحافي دوري إن المجموعة الواسعة من الإجراءات التقييدية التجارية التي فرضتها الولايات المتحدة سيكون لها تأثير كبير، ليس فقط على العلاقات الاقتصادية الثنائية، بل أيضًا على الاقتصاد العالمي ونظام التجارة متعدد الأطراف. وطالب الولايات المتحدة بمراجعة الإجراءات، وسط مخاوف متصاعدة من أن الرسوم الجمركية المرتفعة بشكل كبير ستخنق اقتصاد اليابان الموجه نحو التصدير.

  • إسبانيا

ومن المقرر أن يقوم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بزيارة إلى الصين بعد غد الجمعة، حيث ستتيح تلك الزيارة الذي سيلتقي خلالها بالرئيس الصيني شي جين بينغ، فرصة لتبادل وجهات النظر حول مشكلة شائعة وهي كيفية التعامل مع الولايات المتحدة التي أصبحت غير موثوقة بشكل متزايد. وسيكون سانشيز، الذي من المقرر أن يصل إلى بكين بعد غد الجمعة، أول زعيم أوروبي يزور الصين منذ أن فرض الرئيس ترامب رسوماً جمركية على معظم دول العالم، حسب وكالة بلومبيرغ للأنباء اليوم الأربعاء.

وفي ظل الاتفاقيات التي من المقرر التوقيع عليها في مجالات تشمل الأدوية والمنتجات الزراعية والطبية، يمكن أن يعلن سانشيز أن إسبانيا هي الشريك المفضل للصين في أوروبا في وقت يتزايد فيه عدم اليقين الاقتصادي. ومن جانبه، من المستبعد أن يهمل الرئيس الصيني شي جين بينغ مسألة التأكيد على أن بكين حليف موثوق به أكثر لأوروبا من واشنطن هذه الأيام. والنتيجة هي فرصة لزعيمي البلدين لتعزيز علاقات أوثق في ظل توتر علاقاتهما مع الولايات المتحدة.

  • مصر وتركيا

ومن القاهرة، قال وزير المالية المصري أحمد كجوك أنه "ما زال هناك نقاش حول الرسوم الأميركية ونحتاج للنظر إليها بشكل متكامل فقد نستفيد من جانب ونتضرر من آخر"، مضيفاً: "لا نزال في مراحل مبكرة ولا بد أن نكون حذرين وأي قدر من عدم اليقين بالعالم يؤثر علينا".

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد قال، اليوم الأربعاء، إن الحرب التجارية التي أشعلتها الرسوم الجمركية الأميركية "تنذر بإعصار يؤثر على الجميع". وجاء ذلك في كلمة، الأربعاء، ألقاها الرئيس أردوغان أمام كتلة حزبه العدالة والتنمية في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة. وأفاد أردوغان بأن النظام العالمي الذي تم تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية وترسخت جذوره مع نهاية الحرب الباردة "يتصدع من أساساته". وأضاف: "نشهد بروز هيكل أكثر حمائية محل النظام الاقتصادي والسياسي النيوليبرالي".

وأوضح أن "الدول تضع سياسات تهدف إلى تقوية المجتمع والاقتصاد، ليس فقط في آسيا وأوروبا وأميركا بل في كل مكان تقريباً، وتُجهّز لمرحلة جديدة من الصراع في مجالات واسعة النطاق، بدءاً من التجارة والأمن، وصولاً إلى الدفاع ونسبة السكان". وأضاف: "يبدو أن الحرب التجارية التي أشعلتها الرسوم الجمركية سيكون لها تأثير عالمي وليس من المبالغة القول بمجيء إعصار سيؤثر على الجميع".

وأكد أردوغان أن العالم ينتقل بسرعة من نظام أحادي القطب إلى نظام متعدد الأقطاب، لا سيما من جهة القدرات الاقتصادية والعسكرية. وأشار إلى أن الأخبار المتتالية في هذا السياق خلال الأشهر الأخيرة يجب أن تعتبر بمثابة "مخاض لهذه المرحلة الجديدة". ونوه إلى أن تركيا من الدول التي استطاعت أن تقرأ الأمور وتديرها وأن تتمتع بموقف قوي في الميدان وعلى طاولة الحوار خلال هذا "المسار التاريخي والمؤلم".

كما أكد أردوغان أن الجهات الفاعلة العالمية متفقة على أنه لا يمكن إنشاء معادلة دون تركيا. وأشار إلى أن تركيا ستتجاوز هذه المرحلة بسهولة، نظرا لانخفاض الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة عليها. وشدد على أن تركيا باتت صاحبة دور في العالم و"ليست ممثلاً ثانوياً يُقدم له دور على مسرح القوى العظمى".

قراءة المقال بالكامل