تشهد ولاية نيويورك، اليوم الثلاثاء، الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك أكبر مدينة في البلاد بين كل من أندرو كومو الذي انضم إلى الفريق القانوني للدفاع عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جرائم الحرب المتهم بها، في مقابل زهران ممداني الذي تعهد -حال فوزه- باعتقال نتنياهو إذا وطئت قدماه المدينة. وعادة من يفوز بالانتخابات التمهيدية في هذه الولاية الزرقاء هو من يفوز بالمنصب.
ونشط المرشح المسلم زهران ممداني في الدفاع علنا عن الفلسطينيين، واصفا ما يجري في غزة من قبل إسرائيل بـ"الإبادة الجماعية"، بينما يركز أندرو كومو في تصوير أي انتقاد لإسرائيل على أنه "معاداة للسامية"، وذلك في المدينة التي تضم أكبر جالية يهودية خارج الشرق الأوسط، وأكبر جالية مسلمة في الولايات المتحدة الأميركية.
ويختار سكان مدينة نيويورك، اليوم الثلاثاء، مرشحهم من بين 11 مرشحا ديمقراطيا، وتعد هذه هي المرأة الأولى منذ أكثر من 50 عاما التي يسعى فيها شاغل المنصب إلى إعادة انتخابه دون ترشيح من أي من الحزبين الرئيسيين، حيث يسعى إريك آدامز إلى إعادة انتخابه بعد خلافات مع حزبه الديمقراطي، حيث وجهت إليه اتهامات فيدرالية بالرشوة والاحتيال والتآمر في سبتمبر/أيلول 2024، والتقى لاحقا الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناقشة تأييد سياسته المتعلقة بالهجرة، وبعد شهرين وجه ترامب وزارة العدل لإسقاط التهم الموجهة ضد آدامز، وفي 2 إبريل/ نيسان الفائت رفضت القضية.
وواجه ممداني البالغ من العمر 33 عاما، والذي قد يصبح أول عمدة مسلم للمدينة في تاريخها اتهامات بمعاداة السامية بعد رفضه التنديد بعبارة "عولمة الانتفاضة"، ورفضه السفر إلى إسرائيل حال فوزه على النقيض من باقي المرشحين الذين أعلنوا أنها ستكون أول زياراتهم الخارجية، مما دفع كومو البالغ من العمر 67 عاما لاستغلال ذلك وإغراق وسائل الإعلام بإعلانات هجومية ضد ممداني، حيث جمع نحو 24 مليون دولار من مجموعات ديمقراطية وداعمين لإسرائيل وآخرين، مقابل مئات الآلاف من الدولارات فقط لممداني، كما برز حضور ترامب بقوة في هذه الانتخابات، حيث يدعي كل مرشح أنه الأقدر على منافسة حضور الرئيس الأميركي الذي تقود إدارته حملة صارمة على الهجرة في مدينة نيويورك باعتبارها "مدينة ملاذا للمهاجرين".
وأيد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، كومو، الذي شغل منصب الحاكم حتى استقالته في أغسطس/آب 2021 على خلفية إدانته من قبل المدعية العامة لولاية نيويورك ليتيتيا جيمس بانتهاك القانون الفيدرالي وقانون الولاية بالتحرش الجنسي بـ11 زميلة عمل، ونفى الادعاءات وتنحى في مواجهة تحقيق من أجل عزله عن منصبه، غير أن المدعية العامة رفضت توجيه الاتهامات له. كما حصد تأييد عمدة نيويورك السابق مايكل بلومبيرغ وعدد من أعاضاء الكونغرس.
بينما حصد زهران ممداني الاشتراكي الديمقراطي الذي شغل منصب عضو مجلس النواب بالولاية لثلاث دورات، تأييد السيناتور الأميركي بيرني ساندرز، ووزير العمل الأميركي الأسبق روبرت رايش، وعضوة الكونغرس التقدمية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز التي تتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة على المستوى الوطني وعلى مستوى الولاية كونها ممثلة لها، كما يعد ممداني الخيار الأمثل للنقابات العمالية.
