هل ستُعاد برمجة قمة الزمالك والأهلي؟

منذ ٣ ساعات ١١

يعيش الشارع الكروي المصري حالة ترقب كبيرة، بشأن مصير مباراة الزمالك ضد الأهلي، برسم الجولة الأولى من مرحلة التتويج في الدوري المصري لكرة القدم، بعد غياب النادي الأهلي عن مواجهة الثلاثاء الماضي، بسبب اعتراضه على تعيين طاقم تحكيم مصري لإدارة المباراة، بحضور الزمالك وطاقم التحكيم، الذي سجل غياب الغريم، رغم تدخل وزارة الشباب والرياضة، التي استعانت بطاقم تحكيم سعودي، لكن إدارة الزمالك رفضت بدورها تغيير الطاقم في آخر لحظة، وهي الأمور التي عقّدت الأمور أمام رابطة الأندية المصرية المحترفة، وأخرت اتخاذ القرار وسط عجز الاتحاد المصري عن حسم الأمور، وتبادل للتهم بين الزمالك والأهلي والرابطة والاتحاد، في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

ولم يصدر أي قرار، إلى غاية اليوم السبت، لكن أغلب التوقعات والمؤشرات توحي بإعادة برمجة اللقاء، تحت إشراف طاقم تحكيم أجنبي، كما يرغب الأهلي الذي هدد بالانسحاب من منافسات الدوري في حالة إعلان فوز الزمالك بالغياب، أو إعادة المباراة بإشراف طاقم تحكيم مصري، في حين يرفض الزمالك إعادة إقامة المباراة، ويصر على النقاط الثلاث للمواجهة بسبب غياب الأهلي، في سيناريو يصعب فك رموزه، إذا أصر كل طرف على موقفه، ووقفت الرابطة والاتحاد والوزارة تتفرج على المشهد، وعاجزة عن اتخاذ أي قرار، خوفاً من ردات الفعل، وسط احتقان جماهيري وتجاذب إعلامي بين طرفي النزاع، والذي لم يكن الأول في تاريخ المواجهات بين الفريقين. 

ويدعو الزمالك، في خطابه الموجه إلى رابطة الأندية المصرية المحترفة، إلى تطبيق اللوائح ومنحه نقاط المباراة، مع اقتطاع ثلاث نقاط من رصيد الأهلي، بسبب غيابه عن مواجهة مبرمجة من طرف الرابطة، حضرها الفريق والحكام والجماهير، معلناً أنه لن يقبل بإعادة لإقامة اللقاء، الذي يطالب به الأهلي ويهدد بالانسحاب، في حالة إعلان فوز الزمالك بنقاط المباراة، ما دام تحصّل على موافقة الاتحاد المصري بتعيين حكام أجانب، والوزارة استعانت بثلاثي تحكيم سعودي في آخر لحظة، من دون أدنى تنسيق مع الرابطة والاتحاد والناديين، مما عقّد المشكلة أكثر، وصعّب من مهمة اتخاذ القرار بإعلان فوز الزمالك، أو إعادة المباراة، التي تبقى الأقرب إلى التجسيد خلال الساعات المقبلة.   

ولم يتمكن الاتحاد المصري لكرة القدم، من حل مشكلة مباراة الزمالك والأهلي، التي فشل في إقامتها، وراح رئيسه هاني أبو ريدة يختلق مشكلة أخرى مع السعوديين، حين طالب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو بمنح مصر شرف احتضان إحدى مجموعات مونديال 2034 من دون مقدمات، وقبل أن يطلب رأي سلطات بلده، والاتحاد السعودي صاحب الشأن، مما أثار جدلاً آخر في الأوساط الكروية بمصر والسعودية، وكأن أبو ريدة أراد التهرب من تحمل مسؤولياته وشغل الأنظار عن مشكلة مباراة الدوري المصري، وسط انتقادات لاذعة للتصريح، وكيفية تعامل الاتحاد المصري مع قضية يوحي بأنها لا تعنيه، ولا يريد أن يُحسب مع طرف على حساب الآخر، ويترك الشأن للرابطة ووزارة الرياضة للتوفيق بين القرار السياسي والرياضي، تجنباً لمزيد من الاحتقان.

ويتجنب الاتحاد المصري، توريط هياكله في اتخاذ أي قرار، وتبدو مهمة الرابطة المصرية المحترفة صعبة في اتخاذ قرار يرضي الجميع، رغم أنها تميل إلى إعادة برمجة اللقاء، تحت قيادة تحكيم أجنبي كما يريده الأهلي، رغم وضوح اللوائح والقوانين، التي تنص على خسارة أي نادٍ يغيب عن مباراة مبرمجة، فهل يرضى الزمالك؟ أم أنه يزيد من تعقيد الأمور إذا قرر بدوره الانسحاب من منافسة الدوري واللجوء إلى "فيفا" لحسم المسألة؟ وهل تدخل أندية أخرى على الخط لدعم طرف على الآخر؟ أم أن الكلمة العليا تعود لوزارة الرياضة بعيداً عن كل المجاملات وتجنباً لكل أشكال الاحتقان المتزايد؟

تُرى مَنْ سيخرج منتصراً من الأزمة؟ الزمالك أم الأهلي؟ الاتحاد أم الرابطة؟ وهل بإمكان الوزارة أن تحكم بينهما من دون فائز أو خاسر، بما في ذلك نادي بيراميدز، الطرف الثالث في المنافسة على لقب دوري هذا الموسم، والذي سيكون تتويجه أقل وقعاً وضرراً على كل الأطراف في منظومة كروية، يجمع الكل على أنها لم ترقَ إلى مستوى سمعة الكرة المصرية.  

قراءة المقال بالكامل