واشنطن منفتحة على الاعتراف بسيطرة موسكو على القرم ضمن اتفاق مع كييف

منذ ١٢ ساعات ٢٣

نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية عن مصادر مطلعة، الجمعة، قولها إن الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم الأوكرانية كجزء من اتفاق سلام أوسع نطاقًا بين موسكو وكييف. ويُعدّ هذا التنازل المحتمل أحدث إشارة على حرص الرئيس دونالد ترامب على ترسيخ اتفاق وقف إطلاق النار، ويأتي في الوقت الذي أشار فيه هو ووزير الخارجية ماركو روبيو إلى أن الإدارة مستعدة للتخلي عن جهودها في التوسط من أجل السلام ما لم يُحرز تقدم سريع.

وأفادت الوكالة نقلا عن المصادر المطلعة، بأنه لم يُتخذ قرار نهائي بعد بشأن مسألة اعتراف واشنطن بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم. ولم يستجب البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية لطلب التعليق، في حين رفض مسؤول أميركي مطلع على المفاوضات، التعليق على تفاصيل المحادثات.

وسيحتاج الاقتراح الأميركي إلى مزيد من المناقشة في أوروبا وأوكرانيا، التي قد ترفض التنازلات التي طرحتها الإدارة الأميركية. كما سبق لترامب أن صرّح بأن طموحات أوكرانية أخرى - مثل الانضمام إلى حلف حلف شمال الأطلسي (الناتو) - لن تكون ممكنة. وقال أحد المسؤولين إن الخطط الأميركية، التي تحتاج إلى مزيد من النقاش مع كييف، لن تُشكّل تسويةً نهائية، وأن الحلفاء الأوروبيين لن يعترفوا بأي أراضٍ محتلة على أنها روسية.

واستولى الكرملين على شبه جزيرة القرم عام 2014 بعد غزوٍ أعقبه استفتاءٌ أُجري تحت الاحتلال، وقاوم المجتمع الدولي الاعتراف بشبه الجزيرة كجمهورية روسية لتجنب إضفاء الشرعية على الضم غير القانوني. ويُهدد القيام بذلك بتقويض القوانين والمعاهدات الدولية التي تحظر الاستيلاء على الأراضي باستخدام القوة. وصرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا وتكرارًا بأنه لن يتنازل عن أي أراضٍ لموسكو. ووفقا لـ"بلومبيرغ"، ستكون هذه الخطوة بمثابة نعمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سعى منذ فترة طويلة إلى الاعتراف الدولي بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم.

وأمس الجمعة، قال ترامب إنّ الولايات المتحدة ستركز على أولويات أخرى إذا لم يتم التوصل "قريباً" إلى اتفاق لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا. وجاءت تصريحاته بعدما قال وزير خارجيته ماركو روبيو إنّ واشنطن ستنسحب من رعاية المحادثات خلال أيام إذا لم يتضح أنّ إحلال السلام بين موسكو وكييف "ممكن".

وأفاد موقع أكسيوس الأميركي، الجمعة، بأنه قبل أيام قليلة من إعلان ترامب وأعضاء إدارته استعدادهم للتخلي عن دبلوماسية روسيا وأوكرانيا، أبدى الرئيس الأميركي استياءه وإحباطه سرا من تعثر المفاوضات. وعبّر ترامب عن إحباطه "في محادثة مرتجلة حول مساعي وقف إطلاق النار مع عدد من كبار مستشاريه، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الدبلوماسي ستيف ويتكوف. وهنا طرح ترامب فكرة أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبًا، فيمكنه ببساطة الانتقال إلى قضايا أخرى في السياسة الخارجية"، وفقًا لما نقله "أكسيوس" عن مسؤول أميركي مُطلع على القضية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس، إنه في وقت لاحق من يوم الجمعة، "أجرى روبيو مكالمة هاتفية مع الأمين العام لحلف (الناتو) مارك روته، وأكد مجددًا أنه "إذا لم يظهر مسار واضح للسلام قريبًا، فإن الولايات المتحدة ستتراجع عن جهود التوسط في السلام".

والخميس، اجتمع الأميركيون والأوروبيون والأوكرانيون في باريس، في محاولة لتنسيق موقفهم حيال موسكو، للسماح بإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا. واتفق الأميركيون والأوروبيون والأوكرانيون على الاجتماع الأسبوع المقبل في لندن بعد اجتماعات باريس.

وصرح مصدر مطلع بأن كييف وافقت بالفعل على وقف إطلاق النار، وأن موقفها هو أن على موسكو الموافقة على وقف إطلاق النار أيضًا قبل مناقشة مسائل أخرى. وأضاف المصدر أن مهمة الوفد الأوكراني في باريس تمثلت في مناقشة كيفية مراقبة أي وقف لإطلاق النار، بالإضافة إلى نشر قوة لحفظ السلام.

كما استندت محادثات باريس إلى الجهود الفرنسية البريطانية لتشكيل "قوة طمأنة" لما بعد الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى خطط لضمان امتلاك كييف جيشًا مزودًا بالموارد والأفراد الكافيين كجزء من حزمة من الضمانات الأمنية. ويأمل المسؤولون في باريس ولندن أن يُظهر هذا الاقتراح جدية أوروبا في تخصيص مواردها الخاصة لمستقبل أوكرانيا ما بعد الحرب، وأن يُقنع ترامب بتقديم دعمٍ لتلك الضمانات.

قراءة المقال بالكامل