أعلنت الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، من خلال المصرف الوقفي لرعاية الأسرة والطفولة، عن استمرار رعايتها للبرنامج التأهيلي للمقبلين على الزواج الذي ينظمه مركز الاستشارات العائلية /وفاق/، والذي انطلقت رعايته منذ العام 2019، بهدف إعداد الشباب والفتيات للحياة الزوجية وفق أسس علمية وتربوية راسخة.
وأكد المهندس حسن عبدالله المرزوقي المدير العام للإدارة العامة للأوقاف، خلال مؤتمر صحفي، أن رعاية هذا البرنامج تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الإدارة العامة للأوقاف ومركز /وفاق/، بهدف تأهيل جيل من الشباب والفتيات على قدر عال من الفهم والمعرفة لأسس الحياة الزوجية السليمة، بما يسهم في بناء أسر مستقرة ومجتمع متماسك، وهو ما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وكشف المرزوقي أن البرنامج شهد منذ انطلاقه قبل ست سنوات مشاركة 524 شابا وفتاة، استفادوا من محتواه المتخصص، والذي يقدمه نخبة من الخبراء في الإرشاد الأسري والعلاقات الزوجية بمركز وفاق، تحت شعار "تأهل وتوكل".
وأشار إلى أن البرنامج يهدف إلى تحقيق عدة أسس تساهم مجتمعة في بناء أسر مستقرة وحياة آمنة سعيدة، ومنها: توعية الشباب والفتيات بأسس الزواج السليم، وتعزيز قيم الصدق والتفاهم والتضحية في الحياة الزوجية، فضلا عن توفير إرشادات في الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية، وهذه من شأنها دعم استقرار الأسر الناشئة وبناء مجتمع أكثر ترابطا.
وأضاف: إن الله عز وجل وصف الزواج بأنه ميثاق غليظ ((وأخذن منكم ميثاقا غليظا))، حيث إن لهذا الوصف دلالة على قوة هذا الترابط بين الزوجين ومدى أهميته في بناء الأسرة، لكون الميثاق الغليظ هو العهد الذي أخذ للزوجة على زوجها عند عقد النكاح، وما يتضمنه من حق الصحبة والمعاشرة بالمعروف، علاوة على الصدق، والتضحية، والبذل، والوفاء والحب، والتفاهم، وهي ما تهدف هذه البرامج إلى تحقيقها في بيوتنا.
وأكد أن دعم الأوقاف لهذا البرنامج يأتي في إطار تحقيق رغبات الواقفين الكرام، الذين اشترطوا توجيه ريع أموالهم لخدمة الأسرة والمجتمع، معتبرا أن هذا النوع من الوقف يمثل شراكة مجتمعية وصدقة جارية، ومستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
وأوضح المرزوقي أن المصرف الوقفي لرعاية الأسرة والطفولة جعل من أولوياته دعم الاستقرار الأسري وتنشئة الأطفال تنشئة سليمة، لافتا إلى أن الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع، وأن دعم الشباب والفتيات في هذه المرحلة المهمة من حياتهم يسهم في نهوض الأمة وحماية المجتمع من التفكك.
من جانبه، أكد المهندس جبر راشد النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الاستشارات العائلية /وفاق/، أن المركز يسعى إلى تعزيز التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، لضمان تحقيق أقصى فائدة للمجتمع القطري، من خلال تنفيذ برامج تأهيلية متكاملة تسهم في تقوية الروابط الأسرية وتحفيز الشباب على الزواج.
وأضاف أن البرنامج التأهيلي يتناول خمسة محاور رئيسية، تشمل: المحور الاجتماعي: ويهدف إلى تعزيز التواصل الفعال بين الزوجين وأفراد الأسرة، والمحور النفسي الذي يأتي لمساعدة الشباب والفتيات على التعامل مع التحديات النفسية للزواج، إلى جانب المحور الشرعي: الذي يهدف للتعريف بحقوق وواجبات الزوجين وفق ضوابط وأحكام الشريعة الإسلامية.
وتابع أن المحور الرابع يتثمل بالجانب الاقتصادي الذي يسعى لتزويد المشاركين بمهارات الإدارة المالية الأسرية، ومساعدتهم على إدارة شؤون الأسرة وتوفير متطلباتها الأساسية بالدخل المتاح للزوج، موضحا أن المحور الأخير يرتبط بالجانب الصحي الذي يقوم بتوعية المقبلين على الزواج بالجوانب الصحية والتخطيط الأسري السليم الذي يسهم في توفير حياة أسرية يتمتع أفرادها بالصحة والعافية.
وأشار إلى أن المركز يحرص على تنفيذ حملات توعوية إعلامية عبر مختلف المنصات، إلى جانب تنظيم "مجالس الوفاق" للوالدين، بهدف تشجيع الأبناء على الزواج، وتعزيز مفاهيم الأسرة السليمة.