وزير الصحة الأميركي يَعد بتحديد أسباب "وباء التوحّد"

منذ ١ شهر ١٤

أعلن وزير الصحة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الخميس، أنّ دراسة تجريها السلطات الصحية في الولايات المتحدة الأميركية "سوف تحدّد بحلول سبتمبر/ أيلول 2025" أسباب ما زعم أنّه "وباء التوحّد". ويأتي هذا الإعلان، الذي قد يُوصَف بأنّه غير بريء، ولا سيّما أنّه يأتي في شهر إبريل/ نيسان المخصَّص للتوعية بمرض التوحّد، علماً أنّ الثاني من إبريل من كلّ عام مُدرَج على روزنامة الأمم المتحدة يوماً عالمياً للتوعية بهذا المرض الذي يعزل الأطفال.

وكان وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي جونيور، ومن ورائه الحكومة الفدرالية في الولايات المتحدة الأميركية، قد أطلق في أواخر مارس/ آذار الماضي "دراسة نقدية حول الروابط المحتملة بين مرض التوحّد واللقاحات"، وفقاً لمسؤولين صحيين اتحاديين حاليين وسابقين. وأشار هؤلاء، بحسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية حينها، إلى أنّ إدارة ترامب لجأت إلى مشكّك في عمليات التطعيم، لطالما روّج لادعاءات كاذبة حول العلاقة بين مرض التوحّد واللقاحات، للقيام بهذه المهمّة.

وهؤلاء المسؤولون، الذين تحدّثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم "خوفاً من الانتقام"، أوضحوا أنّ وزارة الصحة والخدمات الإنسانية عيّنت ديفيد جيير لإجراء الدراسة، مع العلم أنّه كان مع والده مارك جيير قد نشرا أبحاثاً تزعم أنّ اللقاحات تزيد خطر الإصابة بمرض التوحّد، وهي نظرية دُحضت علمياً بعد دراسات استمرّت لعقود. ولفتت الصحيفة الأميركية، في سياق متصل، إلى أنّ الجهات التنظيمية في ولاية ماريلاند الأميركية كانت قد فرضت عقوبات تأديبية على ديفيد جيير منذ أكثر من عقد من الزمن لممارسته الطبّ من دون ترخيص. يُذكر أنّ جيير مُدرَج بصفة محلّل بيانات في دليل موظفي وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

وقال كينيدي، في اجتماع حكومي في البيت الأبيض: "أطلقنا مشروعاً بحثياً سوف يشارك فيه مئات العلماء من مختلف أنحاء العالم. وبحلول سبتمبر المقبل، سوف نعرف سبب وباء التوحّد، وسوف نتمكّن من القضاء على تلك العوامل". وسارع ترامب، الذي كان حاضراً في القاعة، إلى الترحيب فوراً بهذا الإعلان، ورأى أنّ "ثمّة أمراً يسبّب" مرض التوحّد، معدّداً احتمالات عدّة. وأضاف: "من الممكن أن نضطر إلى التوقّف عن تناول شيء ما، أو عن أكل طعام ما، أو ربّما يكون لقاحاً". وأشار ترامب إلى "الارتفاع المرعب" في حالات التوحّد المسجّلة في الولايات المتحدة الأميركية في السنوات الأخيرة.

وسبق لترامب وكينيدي، المتشكّك بدوره في اللقاحات، أن طرحا مراراً وتكراراً في السنوات الأخيرة الفكرة المثيرة للجدال بأنّ سبب مرض التوحّد قد يكون اللقاحات. وربط كينيدي، في أكثر من مرّة، ما بين مرض التوحّد واللقاح الثلاثي الإلزامي الذي يغطّي الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والتوحّد، علماً أنّها نظريّة تستند إلى دراسة مزوّرة دحضتها دراسات لاحقة. وعلى الرغم من ذلك، أمر في مارس الماضي بفتح تحقيق جديد في المسألة.

وتفيد بيانات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وهي الهيئة الصحية الرئيسية في الولايات المتحدة الأميركية، بأنّ معدّل انتشار مرض التوحّد ارتفع من حالة واحدة بين كلّ 150 طفلاً وُلدوا في عام 1992 إلى حالة واحد بين كلّ 36 طفلاً وُلدوا في عام 2012. يُذكر أنّه حتى الآن، وعلى الرغم من الأبحاث العالمية المعمّقة والعديدة حول الموضوع، لم يتمكّن الطبّ من تسمية سبب محدّد، ولو واحد، لمرض التوحّد حتى يومنا.

قراءة المقال بالكامل