أعلن في طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة اليوم السبت، وفاة الشاب ثائر سالم (27 عاماً) متأثراً بإصابة بليغة؛ نتيجة إقدامه على إضرام النار في نفسه قبل أيام، بعد أسبوعين فقط من هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي بيته ضمن 15 بناية سكنية في حيه في مخيم طولكرم، لشق طريق جديد في المخيم، خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل. وأكد عيسى حمدان قريب الشاب ثائر أن الأطباء في مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس شمال الضفة، أعلنوا وفاته، مرجحاً تشييع جثمانه اليوم.
وكان سالم يرقد غائباً عن الوعي في غرفة العناية المكثفة، منذ خمسة أيام.
وكان "العربي الجديد" تواصل مع ماهر عم الشاب ثائر، الذي أوضح أن الحروق في جسده وصلت إلى 90% كما أبلغه الأطباء. وأكد أن ابن شقيقه تأثر بشكل كبير بعد فقدانه للمنزل الذي يعيش فيه، لكن هدم المنزل ليس الشيء الوحيد الذي أثر في حياته، بل فقدانه للعمل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والحرب على غزة.
وقال إن ثائر قد تعبت نفسيته، بعد هدم المنزل، فهو كان يعيش فيه مستقلاً، وقد ورثه عن والده الذي توفي وهو طفل، حيث عاش يتيماً منذ صغره، وكان شقيقه قد بنى بيتاً له فوق شقة والده، وشقيقته كانت تعيش مع عماتها، وهو كان مستقلاً في هذا المنزل، وحين هجرت العائلة من المخيم، استأجر شقيقه منزلاً. لكن ثائر لم يتأقلم بحسب عمه، فانتقل إلى السكن مع شقيقته المتزوجة، ولم يتأقلم أيضاً، لينتقل إلى النوم في المستشفى، فيما كان فقد عمله في القصارة بعد شن الاحتلال الحرب على غزة، وأصبح كما كثير من أبناء المخيم يعتمدون على ما يقدم من بعض المساعدات. غير أن عمه يقول إنه كان يتوجه إلى المؤسسات واللجان الخدمية للمخيم ولا يحصل على مساعدات حقيقية تسد حاجته.
أصيب كما يقول عمه بوضع نفسي صعب، خلال العدوان الإسرائيلي، ولكن بشكل أخص بعد هدم البيت، يصف حالته بالقول: "انجن طار عقله على البيت".
ويتواصل العدوان على مدينة طولكرم وبشكل خاص مخيمي طولكرم ونور شمس منذ 55 يوماً، وبحسب مركز معلومات فلسطين "معطى"؛ فقد اضطر أكثر من 25 ألفاً إلى النزوح من المخيمين، فيما هدم الاحتلال كلياً أو جزئياً في المخيمين 534 منزلاً.
وكانت آخر عمليات الهدم أقدم عليها الاحتلال في طولكرم شملت الأربعاء الماضي أكثر من 20 بناية سكنية في كل بناية بين 3 إلى 4 شقق، في مخيم نور شمس بهدف إقامة شارع آخر لتغيير معالم المخيم.
ووصلت عمليات إفراغ المباني السكنية وتهجير الأهالي على مدار يومي الخميس والجمعة الماضيين إلى أحياء في مدينة طولكرم خارج المخيمين، حيث شملت عمليات التهجير تحت تهديد السلاح عشرات العائلات من عدد من البنايات في الحي الشمالي لمدينة طولكرم المحاذي لشارع نابلس.
