كتبت- سلمى سمير:
"سنقوم بتطهير القطاع بأكمله" بهذه الكلمات كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن مقترحه الجديد، بشأن قطاع غزة، الذي يعيش الآن هدنة لوقف إطلاق النار، حيث صرح الرئيس الجمهوري، برغبته في انتقال الفلسطينيين من داخل القطاع، إلى دول مجاورة، بذريعة إعمار "الدمار الواسع" بحسب تعبيره.
جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي، بعد اتصال هاتفي مع الملك عبد الله الثاني، قال عنه ترامب، إنه تناول فيه مع العاهل الأردني، إمكانية نقل أكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى الأردن، مضيفًا أنه سيجري اتصالًا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمناقشة خطة مماثلة في مصر أيضًا، مما يفتح ملف طالبت به إسرائيل مرارًا وهو ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة.
لم تكن تصريحات ترامب هي الأولى من نوعها فمنذ اللحظات الأولى من اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تسارعت التصريحات خاصة من الجانب الإسرائيلي عن فتح مصر والأردن لحدودهم من أجل استقبال الفلسطينيين وتسهيل القضاء على حركة حماس، وفي هذا الشأن يقول السفير رخا أحمد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، إن المقترح الذي صرح به الرئيس الأمريكي ليس جديدًا، مشيرًا إلى طرحه سابقًا فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكان يقضي حينها بتهجير أعداد من سكان قطاع غزة إلى سيناء، مع تبادل مساحات من الأراضي مع إسرائيل في صحراء النقب.
وصرح رخا أحمد، أن هذا المقترح لاقى رفضًا كبيرًا بتشكيله تعارضًا واضحًا مع الموقف المصري تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قائلًا إن هذا الرفض تم ممارسة ضغوط كبيرة على مصر، على إثره بحسب رخا أحمد.
وتابع السفير رخا أحمد، أن الرئيس السيسي أوضح سببين لهذا الرفض، أولهما هو أن مصر لا تقبل تهجير شعب غزة قسرًا إلى أراضيها في سيناء، والثاني أن هذا المقترح يعني تصفية القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى رفض الفلسطينيون أنفسهم لهذا المقترح، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، إضافة للرفض المصري الأردني.
وفي تصريحات ترامب على الطائرة الرئاسية، لم يحدد الرئيس المدة الزمنية التي سيقضيها الفلسطينيون خارج وطنهم قائلًا عن تلك الإقامة "قد تكون مؤقتة أو طويلة الأمد"، وفي هذا الشأن قال رخا أحمد، إن عدم تحديد ترامب، للمدة التي سيقضيها الفلسطينيون في مصر والأردن، طرح التساؤل حول ما إذا كانت إسرائيل ستستمر في السيطرة على قطاع غزة في حال تم التهجير، خاصة أن الخطة الحالية تقضي بأن تظل السلطة الفلسطينية موجودة، على أن تشكل لجنة برعاية مصر لإدارة قطاع غزة طوال مرحلة إعادة الإعمار التي ستكون تحت إشراف مصر وقطر والأمم المتحدة.
وشدد السفير رخا، أن السؤال الأهم في التوقيت الحالي، حول ما إذا كان سكان قطاع غزة الذين تحملوا العذاب طوال 15 شهرًا من القتل والهدم والتجويع والمرض أن يتركوا بلدهم، مؤكدًا أن الغالبية سترفض خاصة أن معظمهم من أبناء وأحفاد المهجرين في حرب 1948.
من جانبها قالت السفيرة منى عمر، مساعدة وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، إنه من غير المتوقع حدوث أي تغير في الموقف المصري، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدة أن الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية مبني على أسس بأن القضية والسلطة الفلسطينية لا يختفيان.
وتعمل مصر على الوقوف والمحاربة إلى جانب الدولة الفلسطينية منذ عام 1948، بحسب منى، وهو الموقف الذي يصعب التخلي عنه في الفترة الحالية خاصة وأن اتخاذ هكذا خطوة يعني إفقاد الفلسطينيين هويتهم، مؤكدة على إجماع مؤسسات الدولة المصرية، على موقف رفض تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين.
وعند التعليق على أسباب تصريحات ترامب، قالت منى عمر، إنه لا يجب أخذ تصريحات دونالد ترامب، بجدية في كثير من الأحيان، مشيرة إلى تصريحاته الأخيرة بشأن السيطرة على قناة بنما وتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا.
