آثار القدم الهمجية

منذ ٢ شهور ٥٠

الآن بدأت آثار القدم الهمجية تنكشف من سماء غزة، وبدأ يتضح أكثر فأكثر أثر المجرمين والقتلة الذين مروا من هناك، قتلة الأطفال والنساء والشيوخ، أولئك الذين يدمرون كل شيء، لأنهم يكرهون بسمة الحياة على وجوه غيرهم من البشر. كما بدأ يتضح حجم الخراب الذي خلّفته آلة القتل الإسرائيلية الأميركية الألمانية الفرنسية، ومن والاها، والعالم يتفرج على مأساة العصر الحديث، وسقوط الإنسانية على دروب غزة.

رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر قال: "إنّ الحرب في قطاع غزة، التي استمرت 15 شهراً بين إسرائيل وحركة حماس، قضت على 60 عاماً من التنمية، وسيكون من الصعب جمع عشرات مليارات الدولارات اللازمة لإعادة الإعمار". وأكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس، السبت، خلال منتدى دافوس الاقتصادي، أن "نحو ثلثي المباني في القطاع الفلسطيني، دُمِّر أو تضرر بسبب القصف المكثف للجيش الإسرائيلي، وستكون إزالة 42 مليون طن من الأنقاض عملية خطرة ومعقّدة". ماذا بعد هذا الكلام، من سيبني القطاع ومن سيدفع الكلفة، وكم يلزم من السواعد وكم سيستغرق ذلك من الوقت، حتى يعود الغزيون إلى بيت قابل للحياة؟

الغريب أن القدم الهمجية، قتلة العصر الحديث، لا يزالون يتآمرون على غزة، على الرغم من كل الجرائم التي ارتكبوها ومئات آلاف الشهداء والجرحى والمشردين. فقد ذكر موقع أكسيوس، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، أن البيت الأبيض أصدر تعليمات لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لإلغاء تعليق فرضته إدارة جو بايدن على تزويد إسرائيل بقنابل زنة 2000 رطل. كما نقلت وكالة رويترز عن مصدر قوله إنه جرى رفع التعليق الأميركي لتزويد إسرائيل بقنابل زنة 2000 رطل. وكانت الخطوة متوقعة على نطاق واسع. وهذا ما يعني أن الإسرائيليين سيعودون إلى تدمير القطاع بالكامل، فهذا ظنهم، أنه لن يطلع من تحت الرماد جيل يحاربهم ويؤلمهم ويبكيهم، كما آلمونا تماماً.

سيئ الذكر، إيتمار بن غفير، قال السبت: "عين تبكي... لكن القلب ينقبض من المشاهد التي تُهين دولة إسرائيل في ظل الصفقة الفوضوية... ولكن إذا لم نقضِ على حماس، فإن السابع من أكتوبر القادم على الأبواب. تجب العودة إلى الحرب والقضاء عليهم". هكذا يفكرون، وهكذا يخططون، ومع عودة الكوبوي إلى البيت الأبيض، علينا أن نتوقع الأسوأ، وعلينا، بعد التقاط أنفاس سريعة، أن نتهيأ للحرب المقبلة، فهي حتمية. ولكن حسبنا اليوم أن نرى تلك الابتسامات العريضة على وجوه أسرانا المحررين وعائلاتهم.

قراءة المقال بالكامل